179

Шарх Диван Хамаса

شرح ديوان الحماسة

Редактор

غريد الشيخ

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Место издания

بيروت - لبنان

كان هذا سليمًا من العيب.
يقوم مع الرمح الرديني قامةً ... ويقصر عنه طول كل نجاد
وفي طريقته قول الآخر:
يكاد يساوي غارب الفحل غاربه
وقال آخر
إذا كان أولاد الرجال حزازةً ... فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
إذا يتضمن معنى الجزاء، ولهذا احتاج إلى الجواب فجعل بالفاء. فيقول: إذا كان الأولاد تقطيعًا في الصدور وتحزيزًا في القلوب، لعقوقهم واستعمالهم الجفاء في موضع البر مع آبائهم، فأنت العسل مشوبًا بالماء العذب. وقد وصف بعضهم كلامًا فقال: " هو السحر الحلال، والعذب الزلال ". ويشير الشاعر إلى سهولة جانبه، وحسن طاعته، ودماثة خلقه. وقال الخليل: الحزازة: وجعٌ في القلب من غيظٍ أو أذًى. والحزاز أيضًا كذلك، وأنشد بيت الشماخ:
وفي الصدر حزازٌ من اللوم حامز
لنا جانبٌ منه دميثٌ وجانبٌ ... إذا رامه الأعدء ممتنع صعب
خاطب في الأول ثم عدل في الثاني إلى الإخبار، وهذا عادتهم إذا افتنوا في كلامهم، نظموا أو نثروا، لما في التحول من سهولة تجاوب الألفاظ، وتلاؤم طرائق النظام. فيقول: لنا من هذا الولد خلق سجيح، ومذهبٌ في البر فسيح، فهو هينٌ لينٌ

1 / 197