============================================================
(ق) اجمعوا (على أن النظت) وهو الفكر الذي يطلب به علم أو ظن، (في مغرفة الله - تعالى - واجي شرها) وقالت المعتزلة عقلا، ويرده قوله ن تعالى: وما كتا معذبين حتى بتعت رسولا [الاسراء: 15]؛ لأنه نفى التعذيب الدنيوي والأخروي مطلقا قبل ثبوت الشرع، وذلك مستلزم لنفي الوجوب قبله مطلقا، فلا تجب المعرفة ولا شيء من الآشياء إلا بالشرع.
ودليل وجويه قوله تعالى: قل انظررا ماذا فى السموات والأرض) [يونس: 101]، والامر للوجوب(1).
ولما نزل: إت فى خلق السموات والارض وآختللف آليل والنهار لايكت لأولى الألبتب} [آل عمران: 190] قال : "ويل لمن لاكها - أي : مضغها - بين لحييه"؛ آي: جانبي فمه "ولم يتفكر فيها"(11، فقد أوعد بترك التفكر، فيكون واجبا.
(1) أي: أن صيغة الأمر وهي (إفعل) تكون للوجوب عند التجرد عن القرينة الحالية أو المقالية الصارفة عنه، سواء كانت تلك القرينة متصلة، أو منفصلة. (راجع: التحقيقات في شرح الورقات، للحسين الكيلاني ص186) .
(2) في صحيح ابن حبان، كتاب الرقائق، باب التوبة ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبأ تزدد حبا، قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه، قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال : ليا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي". قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: "أفلا اكون عبدا شكورا، لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها، إن فى خلق التموات والأرض [آل عمران: 190]" الآية كلها.آه.
قال الإمام الطبري في جامع البيان (ج6/ ص310 ) : "قوله: ويتفكرون فى خلق الشموات والأرض [آل عمران: 191]، فإنه يعني بذلك: أنهم يعتبرون بصنعة صانع ذلك، فيعلمون أنه لا يضنع ذلك إلا من ليس كمثله شيء، ومن هو مالك كل شيء ورازقه، 29 ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Страница 29