Сарх аль-Балиг аль-мудрик
شرح البالغ المدرك
Жанры
(ظمآن إلى مرشد يحسن تبصرته ، ويريه الحق من وجوهه، وأنه ليس على يقين مما اعتقد، والظن مستول على قلبه، والشبهة مشتملة على لبه، قد سرى فيه داؤه، واشتبه عليه دواؤه ، متردد في حيرته، متزود من ثمرة نتاج إرادته، كثير الاحتياط، قليل النشاط، اعتقد مذهبا عن أهل التقليد والظن، قد وقف بين الصدق والتقليد، استولى على عقيدته ولم يوقن بصدق تجربته، فالشبهة ترد عليه بالظنون، وتفد إليه بمالايكون، حتى سرت فيه أدواء الجهالات، وسئمت عنه أطباء المقالات، فتردى في ظلام الحيرة وانيا، وتزود من ثمرة نتاج إرادته فانيا، لايبلغ منزلا ولايقع موئلا، جرى بالاختلاط من لم يكن إلى النظر كثير النشاط [فالحيرة ثمرته، نتاج إرادته الاختلاط] ، ولكل أمر سبب، والعلل كثيرة، والأسباب متفاوتة، مجتمعة ومفترقة، لايميزها إلا من وطيء أوائل الأمور التي يهجم بها على معرفتها).
إشارة منه عليه السلام إلى سبب مبين، وعلة من جميع العلل تبين، والأسباب متفاوتة ومجتمعة ومفترقة، وذلك السبب هو يقع للحيوان، وتلك العلة عائدة عليه في كل زمان، عللها الرحمن وسببها لهدى الإنسان، وإن تفاوتت الأسباب في الاجتماع والافتراق، واختلفت العلل في الخلق والأرزاق، فليس يميزها إلا من وطئ أوائل الأمور.
(التي يهجم بها على معرفتها) أي: إن لهذه الأشياء أصولا لاتعرف بالحدس ، ولاتكشف إلا بالمعرفة عن اللبس، وليس يفوز بتلك المعرفة إلا من كان على هذه الصفة.
(ولكل شيء منها حد متى تعدي أسلم متعديه إلى الهلكة، لأنه جاز الحدود المضروبة له).
Страница 94