المبحث السادس: مقارنةٌ بين (شرح الأربعين النوويَّة) للمناويِّ الشافعيِّ (ت ١٠٣١ هـ). و(جامع العلوم والحكم) لابن رجبٍ الحنبليِّ (ت ٧٩٥ هـ)، و(المنهج المبين) لأبي حفصٍ الفاكهانيِّ المالكيِّ (ت ٧٣١ هـ)، و(الفتح المبين) لابن حجرٍ الهيتميِّ الشافعيِّ (ت ٩٧٤ هـ) في الجزء المحقَّق.
إنَّ ممَّا يبيّن أهمِّية هذا الشرح ومكانته مقارنته بغيره من شروح الكتاب الكبيرة، -على اختلاف مذاهبها- وسأعمد في هذا المبحث إلى مقارنته بأهمِّ وأشهر شروح الأربعين، وهي أربعة شروح:
١ - المنهج المبين لأبي حفصٍ الفاكهانيِّ المالكيِّ.
٢ - جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجبٍ الحنبليِّ.
٣ - الفتح المبين لابن حجرٍ الهيتميِّ الشافعيّ.
مع التنبيه إلى أنَّ شرحي الفاكهانيِّ وابن رجبٍ شرحان على الطريقة القوليَّة، بذكر قول النبيِّ ﷺ في الحديث ثمَّ شرحه، بخلاف شرحي ابن حجرٍ والمناويِّ الشافعيَّين فهما شرحان مزجيَّانِ.
وهذه المقارنة تكون على طريقة الشرح والعرض في تفسير الحديث بشكلٍ عامٍّ، أمَّا المضمون فإنَّ في شرح الحافظ ابن رجبٍ الحنبليِّ ﵀ ميزةً ليست لغيره من الشروح المذكورة معها، وهي: كونه على طريقة السلف الصالح، ومنهج أهل السُّنَّة في تقرير المعتقد في أبواب الإيمان والغيبيَّات والأسماء والصفات، وبقيَّة الأحكام، وكذا العناية بآثار الصحابة والتابعين، وعرض أقوالهم، وحكاية مذاهبهم، مع البعد عن النقل عن أصحاب الطرق والمذاهب الكلاميَّة، فكن هذه على ذُكرٍ منها -رعاك الله-.
وقد قسَّمتُ هذا المبحث- في المقارنة بين هذه الشروح- إلى أربعة مطالب:
المطلب الأوَّل: في الترجمة لراوي الحديث وذكر شيءٍ من مناقبه:
أوَّلًا: شرح الأربعين النووية للحافظ المناوي ﵀:
اعتنى المصنِّف ﵀ بترجمة الرواة اهتمامًا بالغًا، فيذكر اسم الراوي، وضبطه بالحروف، ومعنى الاسم -إن كان له معنىً- وصفات الراوي، وما ورد في فضله من
1 / 60