281

Шарх Анфас Рухания

Жанры

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية باب صفة الارادة والهمة فصل اعلم أن الهمة في اللغة هي: الارادة المخصوصة، وهى إرادة الأمور العظام، وليس كل ارادة تسمى همة، وإنما تسمى إذا كان مرادها عظيما قدرا عاليا رتبة، ومنه الهمام اسم لكل ملك عظيم الهمة.

وفي اصطلاح الصوفية: همة العبد إرادته ذات الله تعالى وصفاته جل وعلا وهي الإرادة الأعلى، وربما تسمى نحن السر همة لكونه آلة الاهتمام على ما نشرحه في كتاب "مرآة الأرواح".

وأما الارادة فقد مر شرحها في باب المحبة وأما المنية في اللغة هي تقدير شيء في القلب، والمنى قدر الله تعالى، وأما في اصطلاح المتكلمين المنية إرادة المحال: وأما في اصطلاح الصوفية: هى إرادة الأمور الدنياوية العاجلة غير الدينية فافهم قال الجنيد قدس الله سره: "الهمة إشارة الله تعالى، والإرادة إشارة الملك، والخطرة إشارة المعرفة، والمنية إشارة الشيطان، والشهوة إشارة النفس، والهوى اشارة الكفر" يعني الهمة إشارة الله تعالى وداعيته يدعوك إلى الله تعالى وتقدس "والإرادة إشارة الملك" أي داعيته يدعوك إلى عوالم الروحانيات، "والخطرة إشارة المعرفة" يعني ما يعترى في سرك داعيا لك إلى أعمال البر والتجانب عن الشر فذلك الخاطر إنما جاء من عالم المعرفة، واليقين بصدق ما أخبر الله به من الوعد والوعيد.

قوله: "والمنية إشارة الشيطان" يعني كل ما يدعوك إلى الدنيا، ولذاتها فذلك الدعاء من الشيطان، وذلك مما لا يكون لك فيه خير بوجه، وما لا يكون لك فيه خير بوجه لا يخلو من الشر، قوله: "الشهوة إشارة النفس" يعني داعية النفس الباطرة، الشاطرة الباغية الطاغية تدعوك إلى قضائها من حل وحرمة كيفما تيسر قوله: "والهوى إشارة الكفر" يعني بالهوى إرادة الشرور، والفجور، والبدع، والضلال فذاك كلها دواعي الكفر يدعوك إليها لتسايرها، ثم تنزل في طبقاتها إلى طبقة الكفر والعياذ بالله؛ لأنه إذا كان في باطن الإنسان كفر كامن لا

Страница 281