126

Шарх Анфас Рухания

Жанры

============================================================

124 شرح الأنفاس الروحانية وقال أيضا : "النفس ثلاثة: من الله وإلى الله ومع الله" .

من أهوى، ومن أهوى أنا).

وقال السيد الجليل قطب الأقطاب الشيخ عبد القادر الجيلاني: عثر الحسين الحلاج فلم يكن في زمنه من يأخذه بيده، ولو كتت في زمنه لأخذت بيده. وانظر: الانتصار للأولياء (ص39، 584) بتحقيقنا.

تبيه: يقول الشيخ الشرقاوي آثناء كلامه على المتصوفة وأنواعهم: وفرقة أخرى لم يلتفتوا إلى ما يفاض عليهم من الأنوار في الطريق، ولا إلى ما تيسره لهم من العطايا الجزيلة، ولم يعرجوا على الفرح بها جادين في المسير، حتى تأربوا فوصلوا إلى حد القربة إلى الله تعالى فظنوا أنهم وصلوا وغلطوا، فإن لله تعالى سبعين حجابا من نور لا يصل السالك إلى واحد من تلك الحجب إلا ظن أته قد وصل، ولا يصل السالك إلى تلك الأنوار والحجب ما لم يخرج عن حجاب نفسه، ويكون هو أيضا ربانتا بل هو تور من آنوار الله تعالى، أعنى بسير القلب والروح فيه يتجلى له حقيقة الحق، حتى إنه ليتع لجملة العالم ويحيط به ويتجل فيه صورة الكل، حتى قيل أنه اللوح المحفوظ فإذا انتهى إلى ذلك السالك أشرق نوره إشراقا عظيا؛ إذ يظهر فيه الوجود كله على ما هو عليه، وقد كان في أول الأمر محجوبا بمشكاة هي كالساتر له كما دل عليه القرآن فإذا تجلى نوره وانكشف جمال القلب بعد إشراق نور الله تعالى ربما التفت صاحب ذلك القلب، ورأى من جماله الفائق ما يدهشه فربما سبق للمكر والدهشة إلى لسانه فقال: أنا الحق، فإن أخذ الحق بيده ومدته الألطاف الإهية سار ولم يقف وإلا هلك، وربما التبس المتجلي بالمتجلي فيه كما يلتبس لون ما يتراءى في المرآة بالمرآة فيظن أنه لونها، وكما يلتبس ما في الزجاج بالزجاج فيحصل الغرور، وبهذه العين نظرت النصارى للمسيح، لما رآوا إشراق نور الله تعالى قد تلأ لا منه فغلطوا عند رؤيته كمن نظر كوكبا في مرآة، أو ما فطن أن الكوكب في المرآة أو الماء فيمد يده ليتناول.

وإلى تلك الحجب النورانية الإشارة لقول الخليل . { فلما جن عليه الليل رأى كوكيا قال هذا ربي}: أي نور من أنوار الله وهو أول الحجب؛ إذ هي على الطريق السالك ولا يتصور الوصول إلا بعبورها، وبعضها أصغر وبعضها أكبر بقدر القرب والبعد وأصفر الأنوار السماوية هي الكواكب فيستعار لفظ الكوكب لأول تلك الأنوار؛ لأنه اصغرها وأعظمها الشمس وبينهما القمر، فلم يزل إبراهيم يترقى من نور إلى نور وحجاب بعد حجاب، وكلما أظهر له شيء من الأتوار الالهية ظن أنه قد وصل، فيقول: هذا ربي فينكشف له بنور النبوة والتوفيق الالهي آن وراءه أمورا، فكلما انكشف نور ظهر للأول درجة الانحطاط عن ذروة الكمال، واطلع على أن له نهاية فيقول: {لا أحب الآفلين}، ولم يزل كذلك إلى أن تجاوز ما لا ينتهي، فلما انتهى إلى جنات لا نهاية لها وانقطع عمله عما دون ذلك قال: إيي وخجهت وجهي للذي فطر السموات والأزض) [الأنعام:79]، وانظر: شرح الحكم الكردية للشيخ الشرقاوي (ص220) بتحقيقنا لأول مرق، طبع دارة الكرز.

وروى آن الحلاج مر يوما على الجنيد فقال له: أنا الحق! فقال الجنيد: أنت بالحق آية خشبة تقصد فتحقق فيه ما قال الجنيد: لأنه صلب بعد ذلك. وانظر كتابنا الإمام الجنيد (ص 71).

Страница 126