شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

Абдул Карим Аль-Худейр d. Unknown
143

شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

Жанры

وجه التشبيه بين أجوديته ﷺ بالخير وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سببًا لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم غيث الناس عن الريح المرسلة، وفي هذا جواز المبالغة في التشبيه، وجواز تشبيه المعنوي بالمحسوس، ليقرب لفهم سامعه وذلك أنه أثبت له أولًا وصف الأجودية ثم أراد أن يصفه بأزيد من ذلك فشبه جوده بالريح المرسلة، بل جعله أبلغ منها في ذلك؛ لأن الريح قد تسكن"، قال بعضهم: حكمة المدارسة ليكون ذلك سنةً في عرض القرآن على من هو أحفظ منه، وقال الكرماني: "لتجويد لفظه" وقال غيره: لتجويد حفظه. وتعقب بأن الحفظ كان حاصلًا له، والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس، وفي الحديث جواز قول: رمضان من غير إضافة شهر، أطلق رمضان من غير إضافة شهر، فقال: "في كل ليلةٍ من رمضان"، ما قال: في كل ليلة من شهر رمضان، قد جاء عن بعض السلف كراهة إطلاق رمضان من دون إضافة شهر، ويروون في ذلك حديث أن رمضان من أسماء الله، لكن مثل هذا لا يلتفت إليه؛ لأنه جاء في النصوص الصحيحة في الصحيحين وغيرهما إطلاق رمضان من غير إضافة الشهر. وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان؛ لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملةً واحدة كان في رمضان، كما ثبت من حديث ابن عباس، فكان جبريل يتعاهده في كل سنة، فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين، كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة وفاطمة ﵃، قال ابن حجر: "وبهذا يجاب من سأل عن مناسبة إيراد هذا الحديث في هذا الباب، والله أعلم بالصواب".

4 / 32