شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

Абдул Карим Аль-Худейр d. Unknown
128

شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير

Жанры

قال: باب: عن ابن عباسٍ ﵄ في قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [(١٦) سورة القيامة] قال: كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدةً، وكان مما يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: فأنا أحركهما كما كان رسول الله ﷺ يحركهما، فأنزل الله ﷿: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [(١٦ - ١٧) سورة القيامة] قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [(١٨) سورة القيامة] قال: فاستمع له وأنصت، ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [(١٩) سورة القيامة] ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله ﷺ بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي ﷺ كما قرأه. الحديث الخامس راويه ابن عباس ﵄، وللعباس بن عبد المطلب أكثر من ابن، لكن إذا أطلق ابن عباس فالمراد به عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي ﵊، حبر الأمة وترجمان القرآن، أحد العبادلة الأربعة، المتوفى بالطائف بعد أن كفّ بصره سنة ثمانٍ وستين. يقول: "كان رسول الله ﷺ"، لفظة: (كان) في مثل هذا التركيب تفيد الاستمرار، وأعاده في قوله: "وكان" "قال: كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدةً وكان"، وأعاده في قوله: "وكان مما يحرك" مع تقدمه في قوله: "كان يعالج" لطول الكلام، كما في قوله: ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ﴾ [(٣٥) سورة المؤمنون] فأعاد أنكم لطول الكلام. "يعالج" المعالجة محاولة الشيء بمشقةٍ أي يحاول من تنزيل القرآن عليه شدة، لا شك أن القرآن ثقيل وشديد، والنبي ﵊ يتنزل عليه القرآن في اليوم الشديد البرد كما تقدم، وإن جبينه ليتفصد عرقًا، ولا شك أن الله ﷾ يلقي عليه القرآن وهو قول ثقيل كما جاء في سورة المزمل.

4 / 17