شرح القواعد السبع من التدمرية
شرح القواعد السبع من التدمرية
Жанры
معنى السلوب والإضافات
قال ﵀: (فوصفوه بالسلوب والإضافات):
السلوب: هو النفي المجرد، والإضافات: هي الأشياء المتقابلة، وهذا معنى التضايف في المنطق، أي: أن الذكر لأحد المتضايفين كالذكر للآخر؛ كالفوق والتحت ونحو ذلك.
فغاية ما يثبته ابن سينا -وهو من أئمة هذه النظرية الثانية- وأمثاله هي مسألة الإضافات، وذلك مثل قولهم: إنه مبدأ العالم، أو علة العالم.
فـ ابن سينا يثبت هذه المعاني، لكنها ليست عنده من باب الصفات؛ بل هي عنده من باب الإضافات، بمعنى: أن الأشياء إما علة وإما معلول، كما يقال -حسب اللسان النبوي الشرعي-: إن الشيء إما أن يكون خالقًا وإما أن يكون مخلوقًا، والخالق عنده هو العلة ..
تعالى الله ﷾ عن هذه التسمية، بل عن هذا المعنى؛ لأنهم يثبتون العلة الغائية وليس العلة الفاعلية، وهذه طريقة أرسطو، فلم يكن أرسطو موحدًا، خلافًا لبعض الباحثين المعاصرين الذين يذكرون أن أرسطو كان موحدًا، وأنه من خلال الفلسفة أثبت مسائل التوحيد الأولى إثباتًا صحيحًا، وهذا غير صحيح؛ فإن أرسطو يثبت واحدًا، لكنه يجعله علة غائية تنتهي إليها الأشياء، وليس فاعليًا، أي: ليس هو الفاعل للعالم، وليس هو الخالق للعالم، بل خلقت الأمور بتوسط العقول وتوسط النفوس ..
وغير ذلك مما يذكرونه في كتبهم.
8 / 7