Сахих аль-Бухари
شرح الجامع الصحيح
Жанры
وقوله: «أعلمكم أمر دينكم»: إشارة إلى المأمور به في هذا الموضع والمنهي عنه من أمر الدين الذي لابد منه، ولعل هذا كان قبل نسخ وجوب الاستجمار، فإنه بقي بعد ذلك سنة مندوبة، أو أنه أدخل المندوب في جملة الدين، باعتبار أنه مما يدان لله به، أي يتقرب إليه به، وإن اختصاص الدين بما لا يسع<1/136> جهله من الشرع اصطلاح حادث، خاص بأئمة المذهب، فلا يستشكل به الوارد من الحديث، لأنه كان قبل وجود الاصطلاح، وأيضا فلكل قوم اصطلاحهم، ولا تحمل معاني العربية على الاصطلاحات الجديدة، وهذه النكتة مهمة جدا، زلت بها أفهام كثير من الأجلاء.
قوله: «وأمر أن يستنجى بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة، وهي العظام البالية، وقوله: آتني بالأحجار، وقوله: فاستنجى بالحجرين، وألقى الروثة، وقوله: ومن استجمر فليوتر»: الكلام في هذه الأحاديث من وجوه:
أحدها: الاستطابة بالأحجار مأمور بها قولا وفعلا، أما القول، فقوله: وأمر أن يستنجى بثلاثة أحجار، وقوله: ومن استجمر فليوتر، وأما الفعل فقوله: آتني بالأحجار، وقوله: فاستنجى بالحجرين، فينبغي لكل مطيع أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم في ذلك اقتداء به وامتثالا لأمره، وفي معنى الحجارة كل جامد مطهر كالخزف والخشب، دون الحديد والزجاج ونحوه، فإن هذا لا يطهر لملاسته، والغرض التطهير، فلا يكون إلا بمنشف.
Страница 160