83

شرح العقيدة السفارينية

شرح العقيدة السفارينية

Издатель

دار الوطن للنشر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٦ هـ

Место издания

الرياض

Жанры

أما قول مدعي النبوة بعد النبي ﷺ فلا يحتمل الصدق لكن باعتبار المخبر به. فلو قال المخبر: إني رسول الله، فكلمة: إني رسول الله، هذه خبر، لأنه يحتمل الصدق والكذب لذاته، لكن لو قاله محمد رسول الله ﷺ كان صدقا، ولو قاله مسيلمة الكذاب كان كذبًا. أما في الاصطلاح: فالخبر ما أثر عن النبي ﷺ وغيره من قول أو فعل أو تقرير. وقوله: (عن النبي المقتفى) النبي يقال: النبي بدون همزة، ويقال النبئ بهمزة، فعلى الهمز تكون مشتقة من النبأ وهو الخبر لان النبي ﷺ مخبر مخبر، مخبر من قبل الله ومخبر للخلق بما يتلقاه عن الله ﷿. ويقال: النبي بالياء، فقيل: إن أصله النبيء لكن سهلت الهمزة ياء وأدغمت الياء في الياء، وقيل: بل أصله النبيو بالواو من النبوة وهي الارتفاع، فسمي نبيا لارتفاع مرتبته، ونحن نقول: إن اللفظ صالح للوجهين، أي: صالح لان يكون أصله النبيء ولكن سهل، ولأن يكون أصله من النبوة وهو الارتفاع؛ لان النبي رفيع المقام وهو مخبر ومخبر. وقوله: (المقتفى) يعني الذي يجب اقتفاءه، ومعنى الاقتفاء: أن تكون خلفه نقفو أثره، فالنبي ﷺ مقتفى أي واجب الاقتفاء، يعني يجب على أمته أن تقتفي به، أي أن تقفوا أثره وأن تتبعه. وقوله: (خير البشر) البشر هم بنو آدم، وسموا بشرا لان ابشارهم ظاهرة بادية، والمخلوقات الأخرى ابشارها مستورة، وهذا من رحمة الله

1 / 88