فاعل أرسله ضمير الصياد، ومستيقن الظن: حال منه: وأصله: مستيقنًا ظنه، أي: عادا ظنه يقينًا في أنه، أي: في أن السهم يشك قلبه، وهو معنى قوله: مخالط ما تحت الشراسيف، جمع شرسوف، وهو مقط الضلع، وهو الطرف المشرع على البطن، وجائف: واصل إلى جوفه، قال ابن السكيت: قوله: مستيقن الظن، أي: غير شاك، واستشهد البيضاوي بهذا البيت عند قوله تعالى: ﴿الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم﴾ من سورة البقرة ﴿آية ٤٦]، قال: أي: يتوقعون لقاء الله تعالى، أو يتيقنون، وكأن الظن لما شابه العلم في الرجحان أطلق عليه كتضمين معنى التوقع، قال أوس بن حجر: فأرسله مستيقن الظن ... اليت.
فمر النضي بالذراع ونحره ... وللحين أحيانًا عن النفس صارف
النضي: القدح بلا ريش ولا نصل، وأراد السهم، وسمي نضيًا لأن صانعه نضاه نضوًا، أي: براه بريًا حتى صار رفيعًا، يقول: أخطأ السهم ولم يصب المقتل، وإنما مر بذراعه ونحره، والحين: الهلاك، واللام وعن متعلقتان بصارف، وصارف: خبر مبتدأ محذوف معلوم من المقام تقديره: والله صارف للحين عن النفس في بعض الأحيان.
فعض بإبهام اليمين ندامةً ... ولهف سرًا أمه وهو لاهف
يقول: عض الصياد إبهام يمينه ندامة على خطأ سهمه، قال ابن السكيت:
قوله: ولهف سرًا أمه وهو لاهف: وذلك إذا قال: يا لهفاه، يا لهف أماه.
ولاهف: ملهوف مكروب، ولهف سرًا لئلا يسمع الوحش.
وجال ولم يعكم وشيع إلفه ... بمنقطع الغضراء شد موالف
يعني: جال الحمار ولم يعكم، أي: لم يرجع ولم ينصرف إلى الماء، وإلفه: