202

Шамаил ар-Расул

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Издатель

دار القمة

Номер издания

-

Место издания

الإسكندرية

Жанры

الملائكة بالملأ الأعلى، لم يصل أحد منهم، إلى الثناء على الله بما هو أهله، حتى يفتح الله يوم القيامة على النبي ﷺ بالكثير من أنواع المحامد والثناء. والشيء اللافت للنظر هنا أن النبي ﷺ وصف تلك المحامد والثناء، بأنها شيء لم يفتحه الله على أحد قبله، ولم يصف تلك المحامد بأنها المحامد والثناء التي يستحقها الله- ﷿، أو أنها المحامد التي تبلغ ذات الله الأعز والأكرم، مما يدل على أن كل المحامد والثناء مهما بلغت، لن تبلغ ما يستحقه الله- ﷿، وما الله أهل له. كما يتفرع عليه أيضا حب الله- ﷾ للثناء والمحامد، وأنها تذهب غضب الرحمن، وأنه ينبغي أن يبدأ بها العبد مسألته؛ لأن تلك المحامد، كانت السبيل لاستدرار رحمات الله الرؤف الرحيم في هذا اليوم العظيم، وإطفاء غضبه- ﵎ ولو كان شيء أحب إلى الله من المحامد والثناء، لالتمسه النبي ﷺ. وومن دلائل حب الله- ﷾ لنبيه: بعثه ﷺ صيغة إجابة المولى- ﷾ لدعائه ﷺ حيث قال- عز من قائل-: «يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع» . ونلحظ فيها: أن الله- ﷿ قد بدأ خطابه للنبي ﷺ، بأداة النداء، وهذا مبلغ الاعتناء، ولما ناداه كانت المناداة باسمه: «يا محمد»، وهذا شرف على شرف، وأعتقد أن المناداة كانت بالاسم، وليست بالصفة؛ لأن زمن التكليف قد انتهى، وزمن التشريف قد ابتدى. قوله: «ارفع رأسك» دليل على علو منزلته ورفعة شأنه بين الخلائق يوم القيامة، وتدبر أنه كان أول أمر من الرب- ﷾ وكان يمكن أن يأمر الله نبيه، أن يسأل ما يريد، حال سجوده، ودون أن يرفع رأسه، أو يأمره فيقول له: (قم يا محمد) . كانت الإجابة قبل السؤال؛ لقوله تعالى: «سل تعطه واشفع تشفع» فوعده الله- ﷾ بإجابة كل سؤله، وقبول كل أنواع شفاعته، قبل أن يبين النبي ما يريد، وهو قول يوضح مكانة النبي ﷺ من ربه، ولا يحتاج الأمر إلى شرح وإسهاب، لأجعل القارئ يتدبر ويتأمل، فقد تعجز الكلمات عن الشرح والبيان. ويكفي أن ننبه إلى أن الأمر بالسؤال، كان مفتوحا غير مقيد بشيء، فقال له- ﷿: «سل» دون تحديد مجال السؤال، وستكون الإجابة- إن شاء الله تعالى- على كل ما سأل، وذكرت المشيئة هنا للتبرك، وليس للتعليق.

1 / 208