Шамаил ар-Расул
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Издатель
دار القمة
Номер издания
-
Место издания
الإسكندرية
Жанры
الفائدة الثانية:
في أنس وأم سليم:
١- حب النبي ﷺ لهما، حيث زارهما في منزلهما، وصلى ودعا فيه، لتعم البركة البيت بالصلاة، والأهل بالدعاء، ثم خص أنسا بالدعاء، بناء على طلب الأم.
٢- إيثار أم سليم أنسا بدعاء مخصوص من النبي ﷺ وكأن الأم من حنانها وحبها العظيم لأولادها تؤثرهم حتى في أمور الآخرة، ونلمح أيضا من قولها: إنها كانت تحب أنسا حبّا خاصّا، عن بقية أولادها، وهذا جائز لأن النبي ﷺ ما عتب عليها هذا المسلك في تفضيل أنس، وأعتقد أن سبب هذا الحب قرب أنس من النبي ﷺ.
٣- فصاحة أم سليم، حيث وصفت أنسا أنه خويصة لها، وأبهمت بادئ الأمر اسمه للنبي ﷺ، حتى يسأل هو عنه، وأظن أن إبهام اسمه، إما لتسترعي انتباه النبي ﷺ، أو حتى لا تحرجه، فتجعله في فسحة من أمره، وتدبر كيف سيكون حال أنس إذا ذكرت أم سليم اسمه للنبي ابتداء ولم يلبّ النبي طلبها بالدعاء؟!
ومن فصاحتها أيضا أنها ذكرت صفة أنس قبل اسمه فقالت للنبي ﷺ: (خادمك أنس) وذلك حتى تستدر عطف النبي ﷺ بذكر منزلة أنس منه. فكل من عاصر النبي ﷺ يشترك في فضل الصحبة، ولكن كم منهم نال شرف الخدمة والقرب، كما نال هذا الشرف العظيم أنسا؟ وما التمسته أم سليم في قولها: (خادمك أنس) قد تحقق بجوامع كلم النبي ﷺ في الدعاء.
٤- حب أم سليم، ﵂ للاستزادة من الخير، حيث طلبت من النبي ﷺ أن يدعو لأنس، وهو يدل أيضا على علمها ببركة دعاء النبي ﷺ، وأن دعاءه مستجاب، وأن الله حفيّ به يسمع دعاءه ويحقق رجاءه.
٥- تعظيم الصحابي أنس ﵁ لأمور الآخرة، وتقديمها عن أمور الدنيا، حيث قال: (فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به) .
٦- منزلة أنس، ﵁، في الدنيا والآخرة: ففي الدنيا رزق المال الوفير الذي استخدمه في طاعة المولى ﷾، والأولاد الكثر الصالحين البارين بأبيهم، وعلمنا أن هذا المال وهؤلاء الأولاد كانوا على هذا النحو من الخير والبركة؛ لأن دعاء النبي قيد بالبركة، لقوله ﷺ: «اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه» ولولا بركة المال والأولاد لكان الدعاء عليه لا له، فنعتقد أن البركة قد حلت في كل أوجه مال وأولاد أنس ﵁.
1 / 169