137

Шамаил ар-Расул

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Издатель

دار القمة

Номер издания

-

Место издания

الإسكندرية

Жанры

الغزوة هي لله وبأمر الله وهي تجري على أعين الله، وأن الله يريد أن ينصر فيها محمدا ﷺ وصحبه، وقد يكون نزول الملائكة لأسباب وحكم أخرى يعلمها هو ﷾. اللفتة الثانية: بينت الآية أن قتال الملائكة في الغزوة كان بأمر من الله ﷿، لقوله تعالى: فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا [الأنفال: ١٢] بل الغريب في الآية أن يوضح المولى ﷾ للملائكة المواضع التي تضرب من هامات المشركين، فلا يترك للملائكة الاجتهاد في ذلك، وهذا من أظهر مواطن اعتناء المولى ﷾ بتلك الغزوة. وحدوث البركة قطعا في ضرب الملائكة لتلك المواضع من هامات المشركين لأنها بأمر الله. اللفتة الثالثة: بيّن الله ﷾ في الآية الكريمة عمل الملائكة، وهو تثبيت المؤمنين والقتال معهم، وعمله ﷾، هو إلقاء الرعب في صفوف المشركين، ولنا أن نتخيل خصمين في غزوة واحدة، الخصم الأول قد ثبّت الله أركانه وقوّى عزائمه بأن جعل الملائكة تقاتل معه أشد القتال وذلك بضرب رقاب ومفاصل عدوه، والخصم الثاني قد ثبط الله عزائمه وزلزل أركانه بأن ألقى في قلبه الرعب، فلأي الفريقين تكون الغلبة والنصر؟!. ١٤- إعلامه ﷺ بكثير من أمور الغيب: عن سهل بن سعد السّاعديّ: أنّ رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلمّا مال رسول الله ﷺ إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذّة إلّا اتّبعها يضربها بسيفه فقالوا: ما أجزأ منّا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله ﷺ: «أما إنّه من أهل النّار» فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا قال فخرج معه كلّما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرّجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت؛ فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثمّ تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرّجل إلى رسول الله ﷺ فقال أشهد أنّك رسول الله قال: «وما ذاك؟» قال: الرّجل الّذي ذكرت آنفا أنّه من أهل النّار، فأعظم النّاس ذلك فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه حتّى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثمّ تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: «إنّ الرّجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار وإنّ الرّجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للنّاس وهو من أهل الجنّة» «١» . (رواه مسلم) .

(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، برقم (١١٢) .

1 / 142