وصل الموكب إلى باب القلعة الكبير المواجه للقاهرة، ويقال له الباب المدرج، وكانت طائفة
من الجند قد وقفت هناك بالسلاح لتمنع الناس من الدخول. وللقلعة باب آخر نحو القرافة أقفلوه
في ذلك اليوم لئلا تتزاحم الأقدام في ساحة القلعة، وهي ساحة كبيرة في وسط القلعة تنتهي
بمصطبة وراءها باب كبير هو الباب الداخلي المؤدي إلى الأبنية الخاصة بسكنى السلطان والأمراء
والأجناد، وفيها الجامع والإيوان.
دخل الموكب القلعة من بابها المدرج، وظل العامة خارجها يكتفون بما يسمعونه من قرع الطبول
ونفخ الأبواق. وقطع الموكب الساحة حتى وصل إلى الباب الداخلي المذكور ففتحوه، ولم يأذنوا
لغير الخاصة بدخوله، ولا سيما الأمراء وأرباب المناصب ونحوهم، وخلفوا في الساحة جمعا من
الخاصة اكتفوا بأنهم امتازوا عن سائر العامة بدخول القلعة.
ودخل الموكب من ذلك الباب إلى ممر فسيح تحف به الأبنية وهناك ترجل الفرسان، واعتنى جماعة
Неизвестная страница