Шаджарат Дурр
شجرة الدر: قصة تاريخية
Жанры
وحطوا أرجلهم على الساحل ودوى النفير.
وكان الأمير فخر الدين بن الشيخ في الحمام، فخرج معجلا لم يستكمل عدة حربه، ووثب على ظهر فرسه وانطلق على حمية ليلقى طلائع الجيش الغازي، وليمحو عن جبينه وصمة دمغته منذ تخلى عن دمياط!
ودارت المعركة، وأبلى الأمير فخر الدين بلاء حسنا في الدفاع والمقاومة، وكان يتخايل لعينيه بين بريق السيوف وجه شجرة الدر تشجعه وتشد عزمه، وكان منظر الأمير أرتوا في ثيابه الملكية الفاخرة يجد له أماني لا تزال تداعبه حلما في الليل وخيالا في اليقظة، منذ حديثه ذاك إلى شجرة الدر.
وجال فخر الدين بسيفه في العدو ذهابا وجيئة، وإلى يمين وشمال، وصوب طعنة إلى صدر الأمير أرتوا، ولكن طعنة أخرى قد نالته قبل أن يشفي ذات صدره بمصرع عدوه!
وتجندل الأمير فخر الدين على الثرى ونجا غريمه، وغسل عاره الماضي بدمه، وخلا الميدان من بعض فرسانه!
واندفع الأمير أرتوا وفرقته إلى المدينة، ودارت المعركة في الشوارع، بالسيوف حينا وأحيانا بالعصي، وقطع الحجارة تتساقط عليهم من أسطح الدور والنوافذ.
واشترك النساء والأطفال والشيوخ في المعركة وجها لوجه أو من وراء الأبواب وخلف أستار الخدور!
وظلت طليعة الغزاة تتقدم، لم يثنها ما خلفت وراءها من قتلى وجرحى، حتى بلغت ساحة القصر، وكانت فرقة الحرس برياسة الأمير ركن الدين بيبرس مرابطة على الأبواب.
وكانت شجرة الدر ترقب المعركة من النافذة بقلب واجف، وقد وقفت إلى جانبها فتاة موزعة القلب بين مولاتها وبين الطريق، قد زاغت عيناها فلا تكاد تثبت على منظر.
وتقدم الأمير أرتوا نحو باب القصر؛ وهزت شجرة الدر كتف الفتاة إلى جانبها وهي تقول: اهتفي به يا جهان ... أسمعيه صوتك!
Неизвестная страница