Шаджарат Дурр
شجرة الدر: قصة تاريخية
Жанры
ليس بينه وبين الظفر إلا مرحلة، ولم يكن معه ثمة إلا طائفة قليلة من عسكره، على حين كان سائر جنده منبثين في مدائن الشام يوطئون لمولاهم سبيل الوصول إلى غايته.
وكان القمر يسطع في السماء قد أوشك أن يصير بدرا، وقد عكف المؤمنون على صلواتهم، طيبة نفوسهم قريرة أعينهم، قد امتلأت قلوبهم بشرا ومسرة؛ فقد كانت تلك ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، ذكرى مولد النبي الأعظم
صلى الله عليه وسلم .
وعلى حين غفلة دوى نفير الحرب، فهب الملك الصالح وأصحابه إلى آلة حربهم يظنون أن قد طرقتهم خيل الصليبيين،
3
ولم تكن إلا مكيدة مبيتة من الناصر للإيقاع بالملك الصالح نجم الدين، فما كاد يبرز من خيمته إلى العراء حتى أحاط به طائفة من جند الناصر، فاقتادوه على بغلة بلا سرج ولا ركاب، يغذون به السير في البادية إلى قلعة الكرك، واقتيدت معه امرأته وولده وقليل من صحابته، فألقى بهم في غيابة القلعة أسارى لا حول لهم ولا حيلة، وأبلغ النبأ إلى العادل في مصر، وكتب إليه الناصر يقتضيه الثمن!
4
وأقيمت الزينات الملوكية في القاهرة؛ فرحا بخذلان عدو السلطان العادل وذهاب أمره.
على أن العادل لم يكن ليطمئن ويهدأ باله، وعدوه ما يزال حيا ولا سبيل له عليه، فبعث إلى الناصر بمال جم على أن يسلم إليه أخاه ليقتله فيتخلص منه إلى الأبد!
ولكن الناصر لم يكن ليخدعه المال عن الأمل الكبير الذي يأمله، فبعث إلى العادل يطلب إليه أن يدع له عرش الشام خالصا قبل أن يسلم إليه أخاه!
Неизвестная страница