Шаджарат Дурр
شجرة الدر: قصة تاريخية
Жанры
هذا هو الأمير نجم الدين الذي كان زوجا لشجرة الدر، وهذا هو موقفه من أبيه وأخيه وأسرته، أما شجرة الدر نفسها فكانت فتاة مقطوعة الجذر، لا يعرف لها أب ولا أم ولا أصل، ولم تترك بعد موتها ولدا ولا بنتا ولا ذرية، فكانت حياتها من أعجب العجب؛ إذ ليس لها أصل يذكر ولا فرع يبقى! وماتت قبل أن يأفل شبابها، ومع ذلك ظل ذكرها باقيا على توالي القرون منذ القرن السابع الهجري إلى اليوم، وإلى الغد وإلى الأبد ...
أي قوة من قوى الغيب تجمعت في هذه الجارية الأنثى، فكتبت لها في التاريخ هذا الخلود؟!
كانت جارية ذات أدب وعلم وفن!
وكانت أنثى ذات جمال وفتنة وحيلة!
وكانت زوجة ذات حب ووفاء وغيرة!
وكانت ملكة ذات حزم وإرادة وتدبير!
صفات أربع لا يجتمع مثلها في امرأة، واجتمعن في شجرة الدر.
أحبت وتزوجت وحملت ووضعت، ولكنها لم تنس في أي أحوالها أنها ملكة، على رأسها تاج، وفي يدها صولجان، وتحتها عرش، وبها ترتبط مصاير أمة؛ فكانت - حتى في اللحظة التي تنسى فيها كل أنثى أن لها إرادة - ملكة ذات إرادة وتدبير وكيد ...
وملكت وتسلطت وقبضت على الصولجان، وركع تحت قدميها الرجال، ولكنها لم تنس في لحظة من لحظات السلطان الباطش أنها أنثى، وأن لكل أنثى رجلا تخضع له، وتذوب إرادتها في إرادته، فكانت - حتى في اللحظة التي ينسى فيها كل ذي سلطان أنه بشر - أنثى تستسلم للحب استسلام كل ذات قلب.
فلما جدت في آثارها الحوادث، وأرغمتها على أن تختار بين أن تكون امرأة لرجل أو ملكة لعرش وتاج وصولجان، تنازعتها الكبرياء والغيرة، فطاشت فلم تكن في طيشتها أنثى ذات قلب، ولا ملكة ذات تدبير، وفقدت الرجل والعرش والحياة جميعا. •••
Неизвестная страница