ومضى الشاب نحو النافذة بتصميم، فقالت له محذرة: الطوب! - لعلهم ذهبوا.
ثم وهو يمسك بمقبض الضلفة: علينا أن نوصل صوتنا إلى الناس!
ولكن ما كادت الضلفة تتحرك حتى انهال الطوب عليهما كالرصاص. أغلقها مرة أخرى وهو يسب ويلعن، وتساءل فيما يشبه التنهد: غلبنا على أمرنا؟
فتمتمت: إنه كابوس قاتل ... - ولكن لا بد أن يوجد مخرج. - أجل، يجب أن يوجد مخرج. - ولكن ما هو؟
وتفكر قليلا ثم تساءل: لنسأل أنفسنا: ماذا نريد؟ - أظننا جئنا ونحن نحلم بقضاء شهر عسل سعيد! - ولكن عاقنا عن ذلك وجود أولئك الشياطين. - فعلينا أن نتخلص منهم. - طيب، فلنفكر كيف يمكن التخلص منهم؟ - الباب مغلق، التليفون معطل، النافذة ينهال عليها الطوب. - إذن فلا مفر من الاعتماد على أنفسنا! - ولكننا دونهم في القوة بما لا يقاس! - ولكن هنالك الحيلة. - أجل .. الحيلة. - هل يسعنا حبسهم في المطبخ؟ - يلزمنا معاينة المكان هنالك. - سأذهب لصنع فنجال قهوة.
ودون تردد غادر الحجرة، ثم رجع بالقهوة، فسألته بلهفة: ماذا وجدت؟
فقال بضيق: باب المطبخ مفتوح، والزمار جالس على الأرض مسند الظهر إليه؛ ولكن لم يمت الأمل. - حقا؟ - اختلست مفتاح المطبخ من فوق الرف. - ألم تعثر على مفتاح الشقة؟ - ليس الرجل بالغباء الذي نتصوره، ولكنهم ... - ولكنهم؟ - يجرعون النبيذ بإفراط! - ننتظر حتى يفقدوا الوعي؟ - أجل. - لكنه سلاح ذو حدين! - أجل، قد يزدادون جنونا، ولكن إذا غلبهم النوم فسوف يتساوون بالأموات. - علينا أن ننتظر الليل. - وليس الليل ببعيد!
تنهدت في ضيق شديد متسائلة: متى ترجع أم عبد الله؟ - ذاك يتوقف على انتهاء المولد. - ألديك فكرة عن تاريخ الليلة الكبيرة؟ - لا فكرة عندي عن المولد.
راحت الفتاة تذرع الحجرة محنية الرأس تحت هم ثقيل. حانت منها التفاتة إلى ما وراء الفريجدير فشد بصرها شيء ما. اقتربت منه ممعنة النظر، ثم قالت باستغراب: أرفف الفريجدير مخلوعة ومطروحة أرضا وراءه!
وانتقلت إلى باب الفريجدير فجذبته؛ وإذا بكتلة بشرية تندلق من داخله منكفئة على وجهها فوق الأرض.
Неизвестная страница