فقال رجل الفراش: يسعدني أن أراك هكذا في أي دور! - ولكنه دور عجيب يجمع بين المرح والمأساة.
فقاطعها بحماس وهو لا يرفع رأسه عن الجريدة: المهم هو أنت! - يقتلك بالضحك ويثقفك بالهدف! - لا قيمة لشيء سوى قامتك السحرية. - فهو فيلم ترفيهي وهادف معا. - ماذا؟ سمعي ثقيل، هلا حدثتني في أذني؟
دنت الفتاة من الفراش ومالت نحوه، فطوق وسطها بذراعه وجذبها نحوه حتى التصقت به. - قلت: إنه فيلم ترفيهي وهادف معا. - ماذا؟ قربي أكثر وأكثر.
فصاح ذو البدلة السوداء بصوت راعد: فيلم ترفيهي وهادف معا، أسمعت؟!
سحب ذراعه بسرعة. واصل انكبابه على الجريدة، رجعت الممثلة إلى وسط الحجرة، دارت حول نفسها في حركة استعراضية، ثم مضت ناحية البدلة السوداء واتخذت موقفا.
وقال ذو البدلة السوداء: الفنانة تريد أن توقظ ذوقك؛ ولكنك تأبى إلا أن تراها بشهوتك. - رأيت جسدا جميلا عاريا. - أتريد أن نقدم لك الحكمة في برميل؟ - ما أكثر الأشياء التي تعذب الإنسان! - سنعرض عليك أجسادا عارية. - شكرا! - والويل لك إذا عابثتك شهوة من شهوات الجسد.
وجم الرجل فوق جريدته، فسأله الآخر بحدة: ماذا قلت؟ - الويل لي. •••
انزاحت الستارة بعنف. دوت في الجو طلقات رصاص وانفجار قنابل وأزيز طيارات. خرج من وراء الستارة جندي أمريكي وفيتنامي وهما يتبادلان إطلاق النار. تساقطت فوارغ الرصاص فوق الرجل في فراشه، فاضطرب في مجلسه ولكنه لم يرفع رأسه عن الجريدة. رشف رشفة في عصبية واستمر في القراءة.
وصاح الجندي الأمريكي: أيها الشيوعي المنحط.
فصاح به الفيتنامي: أيها الإمبريالي المتوحش. - ماذا جاء بك من الشمال؟ - ماذا جاء بك أنت من وراء المحيط؟ - الأرض كلها أمريكية ... وغدا سيكون القمر أمريكيا.
Неизвестная страница