Знаменитые женщины в исламском мире
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Жанры
قال «المقري» يصف أحد مجالس هذا القصر: «سقفه من الذهب والرخام الغليظ الصافي لونه، المتلونة أجناسه وكانت حيطان هذا المجلس مثل ذلك، وجعلت في وسطه اليتيمة التي أهداها «لاون» ملك القسطنطينية إلى الناصر، وكانت قراميد هذا القصر من الذهب والفضة وفي وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وكان في كل جانب من هذا المجلس ثمانية أبواب قد انعقدت على حنايا من العاج والأبنوس المرصع بالذهب وأصناف الجواهر قامت على سوار من الرخام الملون ذي البللور الصافي، وكانت الشمس تدخل تلك الأبواب فيضرب شعاعها في صدر المجلس وحيطانه، فيصير من ذلك نور يأخذ بالأبصار.»
7
كل زينات هذا القصر كانت بديعة مونقة، وكل النقوش التي تزينه دقيقة ومحكمة، أما الحوائط فقد كانت لوحات فنية نفيسة والأعمدة شفافة رقيقة ذات قوام جاذب، وجماع هذه النفائس كان ينبعث منها نور وجلال يتضاءل أمامها أبهة قصر الخلد الذي بناه الرشيد في بغداد.
قصر الزهراء تاج أعمال عبد الرحمن الناصر، شيده لتخليد اسم زوجته المحبوبة، فزاد بذلك من شأن قرطبة وأهميتها وكان سببا في لفت أنظار العلماء والأدباء إليه واكتسابه محبة الشعب ونواله حمد أهل المشرق واستحسان أهل الغرب، هذا إلى تخليد اسمه في طيات التاريخ بطريقة لا يمكن محوها إلى أبد الآبدين.
ولقد توفي سنة ثلاثمائة وخمسين هجرية وهو في الثانية والسبعين من عمره بعد أن سلخ خمسين حجة في حكم بلاده.
كانت قرطبة عند وفاته تحتوي على 130 ألف مسكن وثلاثة آلاف جامع وخمسين مستشفى وثمانمائة مدرسة وتسعمائة حمام وستمائة خان، بينما كانت المكتبة الملوكية تضم بين جدرانها كتبا يتراوح عددها بين 400 ألف و700 ألف مجلد،
8
إلا أنه ترك ما هو أبلغ من ذلك وأعظم شأنا؛ فقد ترك بين أوراقه الخصوصية جملة حكمية ضربت بها الأمثال وسارت بذكرها الركبان، هي قوله: «أحصيت أيام حياتي التي عشتها في صفو وهناء لا تظللها سحب الأكدار فإذا هي أربعة عشر يوما فقط.»
ملك عظيم دانت له الرقاب وتوفرت له أسباب العز والجاه عاش مبجلا، معززا، ترمقه العيون بالمهابة وتحفه الأنظار بالإجلال ولم يتمتع من أيام حياته الطويلة إلا بجزء صغير - أربعة عشر يوما فقط - فما أبلغ هذه الحكمة السامية التي تتضاءل أمامها جلائل المعاني!
الفصل الثاني
Неизвестная страница