Знаменитые женщины в исламском мире
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Жанры
وقد اشتهرت قبيلة الخنساء بشجاعة أبنائها وكرم طباعهم وفصاحة منطقهم وإجادتهم قول الشعر، وكان لها أخوان تحبهما محبة شديدة، هما: صخر ومعاوية، وقد كانا من أشجع العرب وأفصحهم نطقا وأدرعهم شكلا وأصبحهم وجها، فكان أبوهما عمرو يأخذهما في المواسم والمحافل ويحضر بهما مجالس العرب ويفاخر بهما الشيوخ والأقران، متحدثا بجمالهما ونجابتهما، فتقع أقواله منهم موقع الرضا والقبول.
وسميت الخنساء في بادئ الأمر «تماضر» لبياض لونها؛
1
إذ كانت العرب تسمي المرأة ذات البشرة البيضاء تماضر، ثم غلب عليها اسم الخنساء، مؤنث كلمة أخنس، صفة من الخنس أي تأخر الأنف عن الوجه أو انخفاض قصبته، وتأتي أيضا بمعنى الظبية، فأطلقت عليها الكلمة من طريق الكناية.
كانت شاعرة بفطرتها، بدأت تقول البيت والبيتين منذ الصغر؛ إذ كانت فتاة كريمة النفس، متينة الأخلاق، ذات وقار وشمم، تكره النفاق والمداهنة.
كانت في أول عمرها من أجمل نساء عصرها، رآها دريد بن الصمة يوما تهنأ بعيرا لها ثم تجردت واغتسلت وهو ينظر إليها خفية، فأعجبته وقال فيها قصيدة مشهورة يصفها ويمدحها ويبوح لها بمكنون صدره،
2
وقد خطبها إلى أبيها في اليوم التالي، فأجابه أبوها: مرحبا بك يا أبا قرة، إنك للكريم لا يطعن في حسبه، والسيد لا يرد طلبه، والفحل لا يقرع أنفه، ولكن لهذه المرأة في نفسها ما ليس لغيرها، وأنا ذاكرك لها وهي فاعلة.
ثم دخل إليها وقال لها: «يا خنساء أتاك فارس هوازن وسيد بني جشم، دريد بن الصمة يخطبك وهو ممن تعلمين.» ودريد يسمع قولها فقالت: يا أبت أتراني تاركة بني عمي مثل عوالي الرماح وناكحة شيخ بني جشم؟ هامة اليوم أو غد؟
فخرج إليه أبوها فقال: يا أبا قرة قد امتنعت ولعلها أن تجيب فيما بعد، فقال: قد سمعت قولكما، وانصرف يائسا حزينا.
Неизвестная страница