Знаменитые женщины в исламском мире
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Жанры
كانت - رضي الله عنها - ذات عقل ودراية، عالية النفس تجيد الشعر وتعرف مسائل الفقه والشريعة ولها إلمام بالتاريخ، ولم يأخذها الغرور يوما لعلو منزلتها في الإسلام، وكانت سلسة القياد حلوة اللسان تحب معونة الفقراء كزوجها علي، وقد كان أكثر خرجه في وجوه البر والقرب، فكان له ارتفاع طائل من أملاكه يخرجه جميعه على الفقراء والضعفاء ويقتنع هو وعياله بالثوب الغليظ من الكرباس وبالقرص من خبز الشعير.
4
مرض الحسن - رضي الله عنه - ذات يوم في إبان صباه واشتدت عليه وطأة المرض شدة أقلقت بال ذويه، وبينما كان سيدنا علي - كرم الله وجهه - في المسجد مع نفر من أصحابه، مطرقا حزينا على حالة ولده، وإذا بهم يشيرون عليه بأن ينذر أمرا لله إذا عاودته الصحة، ولما عاد إلى داره نوى أن يصوم ثلاثة أيام لوجه الله فاستصوبت السيدة فاطمة هذا الرأي وشاركته في الصيام، وقد اعتقد الحسين أيضا أن في مثل هذا النذر شفاء أخيه فنسج على منوال أبويه في الصيام، وكان الإمام علي - كرم الله وجهه - قد أحضر مقدارا من الشعير من أحد معارفه فطحنت السيدة فاطمة نحو ثلثه وجعلته خمسة أرغفة، وبينما كانت هذه العائلة العلوية المباركة على المائدة انتظارا لوقت الإفطار ساعة الغروب، مر فقير على بابهم وسأله شيئا من القوت فترك علي ما بيده وتبعته السيدة فاطمة وناولا الرجل جميع الأرغفة المعدة للطعام ذلك اليوم، وقد حدث لهما ذلك في اليومين التاليين من صيامهما حتى إن العائلة جميعها اضطرت أن تمسك عن الطعام والشراب ثلاثة أيام متواليات اللهم إلا قليل من الماء يترشفانه رشفا، ولكن الله قبل صيامهم؛ إذ إن الحسن أخذ يتماثل نحو العافية في اليوم الرابع ففرح والداه بذلك فرحا شديدا وأخذا الحسن والحسين إلى جدهما الرسول - صلوات الله عليه وسلامه - وقصا عليه ما وقع لهما، وقد أخبره الإمام
5 - كرم الله وجهه - ما لاقته السيدة فاطمة من عناء وشدة في أيامها الثلاث، فبشرهما النبي فخر الكائنات بأن الله قبل منهما صيامهما وبرهما.
لا أدري بأي لسان أصف مثل هذا العمل الصالح وكيف أصور للقارئ أمثال هذه النفوس الطاهرة، أمثال هذه الحوادث تبعث الأمل والتسلية في النفوس وتغري المرء بالاقتداء بمثل هذه التضحيات الدالة على الكمال الخلقي.
كانت السيدة فاطمة امرأة من بنات حواء مثلنا، ولكنها نزعت طول حياتها إلى العلو ووقفت دقائق العمر على ما فيه صلاح النفس وكمالها، ولنا من ذلك مثال جدير بالاقتداء، ودرس أخلاقي بليغ.
تلك الحياة النزيهة الصافية يصيبها ما يعكر صفاءها ذات يوم، فترى عليا في طريقه إلى المسجد مغموما كئيبا يتنفس الصعداء حتى إذا وصله وصلى قليلا تغلب عليه النعاس فنام منزويا في أحد الأركان، فرآه الرسول على هذه الحالة وكان قد علم بالنزاع الحاصل بينه وبين كريمته السيدة فاطمة، فتقدم نحوه ومسح ما عليه من التراب وهو يقول: «ما جلوسك هنا يا أبا تراب»،
6
ثم أمره بالعودة إلى داره، فأصبح يلقب بذلك منذ ذلك، وكان ذلك من دواعي سروره. •••
كانت السيدة فاطمة تشابه أباها في كلامها وتحاكيه
Неизвестная страница