ثم وهي تنظر نحوه بسحنة منقلبة: هل ستقابلها مرة أخرى؟ - لا أدري. - أيسرك أن تعذبني؟
فنفخ قائلا: قليلا من الراحة من فضلك!
وذهب بمارجريت إلى استراحة الطريق الصحراوي في ليلة شتاء باردة، ولكنها صافية السماء مرصعة بالنجوم. وعند العودة قالت برقة: أليس الأفضل أن يكون لنا مأوى؟
فأجاب بغموض: كلا.
وقد اقتنع بأنه لا جدوى من الاستمرار، ولكنها استاءت من إجابته، وقالت ببرود: أنا لا أرتاح لمغامرات الطرق.
فأوصلها إلى الفندق دون أن ينبس بكلمة.
13
نشوة الحب لا تدوم، ونشوة الجنس أقصر من أن يكون لها أثر. وماذا يفعل الجائع النهم إذا لم يجد الغذاء؟ والعاصفة الهوجاء تجتاحك لتقتلعك، والاستقرار مات ولا سبيل إلى بعثه. وثمة راقصة سمراء بباريس الجديدة أعجبته رشاقة قدها ومرح نظرتها؛ فذهب إلى الملهى دون مبالاة بالآخرين. وحيته مارجريت من فوق المسرح بابتسامة، فابتسم لها، ثم دعا السمراء إلى مجالسته. قد تظن مارجريت أنه يمارس معها ألعوبة غليظة من ألاعيب الغرام، ولكنه فقد في العاصفة روح الدعابة، وأغرى السمراء بالنقود لتذهب معه ففعلت. ليس أفضل ولكن خيل إليه أن قلبه اهتز مرة وهي تضحك. على هذا القلب أن يهتز أو أن يموت. لا الشعر، ولا الخمر، ولا الحب، فأي نداء تلبي تلك النشوة المستعصية!
وكل ليلة يذهب بامرأة. من هذا الملهى أو ذاك، أو حتى من الطريق. وعندما ذهب إلى كابري، ودعا راقصة تدعى منى، هرع إليه يازبك مرحبا مستبشرا، فحنق على فرحته التي اعتدها نعيا لجهاده الخائب. - إكسلانس ... هل ...
فعبس في وجهه بجفاء أجفله، ومضى بمنى. وهو يضمها في حضنه أرعشته رغبة غريبة في قتلها. وتخيل أنه يشق صدرها بسكين، فيعثر في داخله عما يبحث عنه. القتل هو الوجه الخلفي للخلق، وهو تكملة الدورة الملغزة التي لا تتكلم، وهمست منى: مالك؟
Неизвестная страница