رابعها : أن الصحابة استمروا إلى أن انقرضوا وهم باقون على هذا الحكم ، وهذا يدل على أنهم فهموه شرعا مؤبدا .
خامسها : يقال لهذا الذي ادعى التخصيص : ما وجه منع الصحابة في زمنه ، والإذن لمن جاء بعدهم ! والصحابة أشرف وأجل وأحق بكل خير ، وهل تخيل متخيل أن يرخص لأهل القرن الأرذل ما منع منه أشرف(1) الأمة ، وخيارهم ! معاذ الله .
فائدة نختم بها الكتاب :
قال النووي في شرح المهذب : فرع عن خارجة بن زيد بن ثابت آخر فقهاء المدينة السبعة ، قال : بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده سبعون ذراعا في ستين ذراعا أو أزيد(2) . قال أهل السير : جعل عثمان بن عفان طول المسجد مائة وستين ذراعا ، وعرضه مائة وخمسين ذراعا ، وجعل أبوابه ستة ، كما كانت في زمن عمر(3) ، وزاد فيه الوليد بن عبد الملك ، فجعل طوله مائتي ذراع ، وعرضه في مقدمه مائتين ، وفي مؤخره مائة وثمانين(4) ، ثم زاد فيه المهدي مائة ذراع من جهة الشام فقط دون الجهات الثلاث(5) .
هذا ما في شرح المهذب .
Страница 24