ويدخل من قتام في قتام
فإن أمرض فما مرض اصطباري
وإن أحمم فما حم اعتزامي
وإن أسلم فما أبقى ولكن
سلمت من الحمام إلى الحمام
فلما انتهت صاحت: لقد غفرت للحمي كل ذنوبها! وإذا كانت الكوارث تخلق مثل هذا الشعر، فمرحبا مرحبا بالكوارث!
وتسامع الأدباء بالقصيدة، وأقبلوا زرافات على دار المتنبي يستنسخونها، وأجمعوا على أنها خير ألف مرة من رائية عبد الصمد بن المعذل في وصف الحمى، ووصلت نسخ منها إلى القصر، واجتمع رأسان لقراءتها؛ ليستخرجا منها ما يصلح لدسيسة جديدة، هما رأس ابن الفرات ورأس أبي بكر بن صالح، ولكن روح المتنبي كانت تحوم حولهما وهي تهمس:
ومراد النفوس أصغر من أن
نتعادى فيه وأن نتفانى
غير أن الفتى يلاقي المنايا
Неизвестная страница