Шахир Газаль Умар ибн Аби Рабиа
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
Жанры
من رسولي إلى الثريا فإني
ضقت ذرعا بهجرها والكتاب
فصاح: إياي أراد، وبي نوه، والله لا أذوق أكلا حتى أشخص فأصلح بينهما. ونهض ونهضت معه، فاكترى راحلتين وسار سيرا شديدا فقلت: أبق على نفسك، فإن ما تريد ليس يفوتك!
فقال: ويحك، أبادر حبل الود أن يتقضبا.
9
وما حلاوة الدنيا إن تم الصدع بين عمر والثريا؟ «فقدمنا مكة ليلا غير محرمين، فدق على عمر بابه وسلم عليه، ولم ينزل عن راحلته، وقال له: اركب أصلح بينك وبين الثريا، فأنا رسولك الذي سألت عنه! وقدمنا الطائف فقال ابن أبي عتيق للثريا: هذا عمر قد جشمني السفر من المدينة إليك، فجئتك به معترفا لك بذنب لم يجنه، معتذرا من إساءته إليك، فدعيني من التعداد والترداد، فإنه من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون. فصالحته أحسن صلح وأتمه وأجمله، وكررنا إلى مكة فلم ينزلها ابن أبي عتيق حتى رحل ...»
فالعصر الذي يكون هذا شأن الغزل عند علمائه وأمرائه وأصحاب المروءة فيه لا جرم يكون الغزل حاجة من حاجاته التي لا يشبع منها، ويكون شعر الشاعر الواحد قليلا في التعبير عن هذه الحاجة التي تعم كل بنيه وبناته، وتشغل كل متحدثيه ومتحدثاته.
وقد كانوا يحسون حاجتهم إلى مثل ذلك الشاعر ويقولون: إنهم يحسونها ويفتقدونها، فلما مات عمر بن أبي ربيعة حزنت عليه نساء مكة، وكانت إحداهن بالشام فبكت وجعلت تقول: من لأباطح مكة؟ ومن يمدح نساءها ويصف محاسنهن؟ وعزاها بعضهم فقال: إن فتى من ولد عثمان بن عفان قد نشأ على طريقته وأنشدها بعض كلامه، فتسلت وقالت: هذا أجل عوض، وأفضل خلف، فالحمد لله الذي خلف على حرمه وأمته مثل هذا.
وجاء في أخبار كثير بن عبد الرحمن الشاعر أنه مات وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد. فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس، وغلب النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن صاحبته عزة في ندبتهن له. وأقبل محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يشق طريقه ويضرب النادبات بكمه قائلا: تنحين يا صويحبات يوسف! فتصدت له امرأة منهن تقول: يا ابن رسول الله لقد صدقت؛ إنا لصويحبات يوسف وقد كنا له خيرا منكم له. فأوصى بعض مواليه أن يحتفظ بها حتى يجيئه بها بعد انصرافه، ثم جيء بتلك المرأة كأنها شرارة النار كما قال راوي القصة، فسألها محمد بن علي: أنت القائلة إنكن ليوسف خير منا؟ قالت: نعم، تؤمنني غضبك يا ابن رسول الله؟ قال: أنت آمنة من غضبي فأبيني. قالت: نحن يا ابن رسول الله دعوناه إلى اللذات من المطعم والمشرب والتمتع والتنعم، وأنتم - معاشر الرجال - ألقيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الأثمان وحبستموه في السجن، فأينا كان عليه أحنى وبه أرأف؟ فقال محمد: لله درك! ولن تغالب امرأة إلا غلبت. ثم سألها: ألك بعل؟ فأجابته: لي من الرجال من أنا بعله! قال أبو جعفر: صدقت! مثلك من تملك بعلها ولا يملكها ... •••
تلك حال العصر وحال ساداته وسيداته من الغزل وأحاديثه، فليس العجب أن تستغرق هذه الأحاديث ديوان شاعر واحد ضخم أو صغر، وإنما العجب أن ينفرد ابن أبي ربيعة بطريقته وديوانه في ذلك العصر ولا يكثر معه الأنداد والنظراء، ولكل منهم مثل ذلك الديوان.
Неизвестная страница