كما كان ينبغي لي أن أنتظر من رجل مثله تمرغ بحمأة المآثم؛ رجعت إلى القصر، ولكن تنجس الضمير أعدمني الراحة؛ فكل شيء كان يذكرني جرمي الفظيع، وأصبحت كمن يتقلب على الجمر، ففي أحد الأيام دعاني فلافي للتنزه في محل منفرد، فذهبنا سوية إلى ضفة نهر الدورا الذي يجري قرب أسوار القصر، وكانت قد فاضت مياهه في ذلك الفصل ... لماذا ظهرت عليك علائم الحزن؟
جرار :
إن اسم هذا النهر يثير في قلبي شعائر الحزن ويوقظ في ذهني تذكرات مؤلمة؛ لأن أخي قد هلك في مياهه المشئومة.
لورادان :
رحم الله نفسه، ولنرجع إلى حديثنا: ومن ثم ركبت أنا وفلافي زورقا، ولم نكد نصل إلى منتصف النهر حتى استل خنجرا وطعنني به ثلاث مرات، فغشي علي، وظن أني مت فطرحني في النهر، ولكن الله حفظ حياتي بمعجزة من رحمته، وعقيب ذلك ببضع ساعات أفقت من غشيتي، فإذا أنا في خيمة حقيرة يقطنها بعض الفلاحين، فاعتنوا بي مثل أخ لهم، ولما شفيت جراحاتي ذهبت توا إلى الأراضي المقدسة.
جرار :
يا له من اتفاق غريب، منذ كم سنة جرت هاته الحادثة؟
لورادان :
منذ عشر سنوات يا سيدي.
جرار :
Неизвестная страница