Проповеди сподвижников, Омар Аль-Мукбель

Омар Аль-Мукбель d. Unknown
97

Проповеди сподвижников, Омар Аль-Мукбель

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Издатель

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٥ هـ

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

المسائل، أو يسوِّغون لأنفسهم الوقوع في المشتبهات؛ حتى يقودهم ذلك إلى مهيع المحرَّمات، فتذبل شجرة الخشية في قلوبهم، ويقع الاغترار بسعة العفو، وسبق الرحمة، ثم لا يدري إلا وقد عصى أو قارب، فيجد في قلبه قسوةً! ويعاد السؤال مرةً أخرى: ما قيمة العلم هنا إذا لم يحمل على الخشي والورع؟! • ومن مواعظه ﵁ قوله (١): «لو سخرت من كلبٍ، خشيت أن أحوَّل كلبًا!». هذا أثرٌ من آثار العلم الذي امتلأ به صدر ابن مسعودٍ ﵁؛ ذلك أنَّ السخرية ليست من خصال أهل الإيمان الذين ناداهم الله تعالى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا﴾ [الحجرات: ١١]، بل يمتدُّ هذا إلى كفِّ ألسنتهم عن السخرية بغير المكَّلفين؛ إذ الخالق للكلِّ هو الله تعالى، ولو شاء الله لكان الإنسان مثل من سخر به! وهذا المعنى تواردت عليه كلمات السلف ﵏ فهذا إبراهيم النَّخعيُّ يقول: «إنِّي لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلَّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله» (٢). وقال أبو ميسرة: «لو رأيت رجلًا يرضع عنزًا فسخرت منه، خشيت أن أكون مثله» (٣).

(١) الزهد؛ لهناد بن السري (٢/ ٥٧٠). (٢) البيهقي في الشُّعب ح (٦٣٥٣). (٣) التاريخ الكبير = تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث (٣/ ١٧٣).

1 / 102