Проповеди сподвижников, Омар Аль-Мукбель

Омар Аль-Мукбель d. Unknown
65

Проповеди сподвижников, Омар Аль-Мукбель

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Издатель

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٥ هـ

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

• ولعلَّنا نبتدئ بما نُقل عنه من مواعظ -على ندرته- بقوله ﵁ (١): «إنَّا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء، لكنَّنا نتصبَّر». ومراده ﵁ أنَّ حبَّ المال قد فُطرت عليه القلوب، وجُبلت عليه النفوس، لكنَّ الفرق بين البخيل والكريم، وبين الجواد والممسك، هو الصبر، ومعرفة حقيقة المال، وأنَّه غادٍ رائحٌ، وأنَّ المال الباقي في الحقيقة هو ما أنفقه العبد لا ما حبسه، كما قال النبيُّ ﷺ فيما رواه البخاريُّ عن ابن مسعودٍ ﵁: (أيُّكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟)، قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلاَّ ماله أحبُّ إليه، قال: (فإنَّ ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر) (٢). لقد كانت سيرة طلحة ﵁ ترجمةً عمليَّةً للسَّخاء الذي جُبل عليه، وترجمةً حيَّةً لهذه الموعظة، يقول قبيصة بن جابرٍ: «صحبت طلحة، فما رأيت رجلًا أعطى لجزيل مالٍ عن غير مسألةٍ منه» (٣). «وكان لا يدع أحدًا من بني تيمٍ عائلًا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله، وزوَّج أيَاماهم، وأخدم عائلهم، وقضى دين غارمهم» (٤). • ومن مواعظه ووصاياه ﵁ قوله (٥): «لا تشاور بخيلًا في صلةٍ، ولا جبانًا في حربٍ، ولا شابًا في جاريةٍ». والمعنى: أنَّ الإنسان إذا أراد المشاورة، فليختر الشخص المناسب

(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٢٥٥). (٢) البخاري ح (٦٤٤٢). (٣) معجم الصحابة؛ للبغوي (٣/ ٤١١). (٤) الطبقات الكبرى (٣/ ١٦٦). (٥) مكارم الأخلاق؛ للخرائطي (١/ ٢٥٢).

1 / 70