أهمية دروس التربية
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيًا عن أمته، ورسولًا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعًا أيها الأحبة الكرام! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعًا منزلًا من الجنة، وأسأل الله ﷾ أن يجمعني وإياكم في الدنيا دائمًا وأبدًا على طاعته، وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ومستقر رحمته؛ إنه ولي ذلك ومولاه، وهو على كل شيء قدير.
أيها الأحبة في الله! إن لقاءنا هذا هو اللقاء الخامس من هذه السلسلة المنهجية التربوية التي عنونا لها بعنوان: التربية لماذا؟ فأعيروني القلوب والأسماع؛ فإن هذا اللقاء من الأهمية بمكان، ونسأل الله ﷾ أن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحبة في الله! لقد بدأنا الحديث عن هذه السلسلة بأسباب اختياري لهذا الموضوع، وركزت الحديث في الأسباب التالية: أولًا: أن الصحوة الإسلامية في أمس الحاجة إلى منهج تربوي أصيل يصحح سيرها ومسراها، حتى لا تقع الصحوة في أي تعامل خاطئ مع النصوص الخاصة أو العامة بوضعها في غير موضعها، أو بالاستشهاد بها في غير محلها، أو بدون تحقيق المناطات الخاصة أو العامة التي لابد منها للربط بين دلالة النصوص وحركة الواقع ربطًا صحيحًا.
السبب الثاني: الذوبان في بوتقة المناهج التربوية الغربية الدخيلة؛ فإننا نرى كثيرًا من المسئولين عن وضع المنهج التربوي لأبنائنا وبناتنا طيلة السنوات الماضية قد ضعفوا أمام المناهج التربوية الغربية الدخيلة، ووجدوا أنفسهم ينسابون في هذه الأطر وفي تلك المناهج، ومن ثمَّ وجب علينا أن نبين أننا نملك -وبكل ثقة- المنهج التربوي الأصيل الذي يصلح لكل زمان، ويصلح لكل مكان، ويصلح لجميع مستويات البشر؛ لأن الذي وضعه هو خالق البشر جل وعلا، الذي قال -وهو أصدق القائلين-: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك:١٤] .
ثالثًا: الانفصام بين المنهج المنير والواقع المرير؛ فإننا نرى انفصامًا كثيرًا بين منهجنا المشرق وبين واقع الأمة في جانب العقيدة، وفي جانب العبادة، وفي جانب التشريع، وفي جانب الأخلاق، وفي جانب المعاملات والسلوك، ونرى كثيرًا من أخلاق الإسلام قد أعرض كثير من المسلمين عنها في هذه الأيام، ومن ثمَّ وجب على الأمة أن تعود مرة أخرى إلى هذا المنهج التربوي الذي جاء به الحبيب المصطفى ﵌.
ثم تكلمت عن مصادر التربية وقلت: إن أهم المصادر التي يجب على الأمة أن ترجع إليها مرة أخرى لتستقي منها منهجها التربوي هي: - القرآن الكريم.
- والسنة.
- ومنهج السلف، باعتباره يمثل التطبيق العملي للقرآن والسنة.
ثم تكلمت بعد ذلك عن خصائص التربية، وركزت الحديث في الخصائص التالية: أولًا: التكامل والشمول.
ثانيًا: التوازن والاعتدال.
ثالثًا: التميز والمفاصلة، وتحدثت عن هذا بالتفصيل.
ثم تكلمت في اللقاء الماضي عن وسائل التربية، وقلت: إنني سوف أركز الحديث عن الوسائل التالية: أولًا: التربية بالقدوة.
ثانيًا: التربية بالقصص القرآني والنبوي.
ثالثًا: التربية بالمثل القرآني والنبوي.
رابعًا: التربية بالموعظة.
خامسًا: التربية بالعادة والأحداث.
سادسًا: التربية بالعبادة.
وأخيرًا: التربية بالعقوبة.
5 / 2