Научный подход: концепция, аспекты и причины

Мустафа Баху d. Unknown
68

Научный подход: концепция, аспекты и причины

العلمانية المفهوم والمظاهر والأسباب

Издатель

جريدة السبيل

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Место издания

المغرب

Жанры

٤ - السبب الرابع: الفصل بين الدين والدولة من سمات المسيحية حتى قبل انتشار العلمانية فقد كانت في أوروبا سلطتان: سلطة سياسية يمثلها الرئيس أو الملك وأعوانه، وسلطة دينية يترأسها البابا ويساعده الرهبان والراهبات والقساوسة والكردنالات وغيرهم من رجال الإكليروس. وكانت لها ميزانيتها وإقطاعها وثرواتها (١). وحتى بعد العلمانية لا زالت هذه السلطة على حالها إلى عصرنا، فللفاتكان حكومة خاصة غير الحكومة السياسية، فالمسيحية منذ نشأتها ظلت دينا لا دولة، وشريعة محبة، لا تقدم للمجتمع مرجعية قانونية ولا نظاما للحكم، ورسالة مكرسة لخلاص الروح، تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وظلت رسالة كنيستها خاصة بمملكة السماء، لا شأن لها بسلطان الأرض وقوانين تنظيم الاجتماع البشري في السياسة والاجتماع والاقتصاد وعلومها ومعارفها، كما قال عمارة (٢). وزاد: «فلما حدث وتجاوزت الكنيسة حدود رسالة الروح ومملكة السماء فاغتصبت السلطة الزمنية أيضا، أضفت على الدنيا قداسة الدين، وثبتت متغيرات الاجتماع الإنساني ثبات الدين، فدخلت بالمجتمعات الأوروبية مرحلة الجمود والانحطاط وعصورها المظلمة ..» (٣).

(١) الإسلام والعلمانية وجها لوجه (٤٩). (٢) الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية (١٨). (٣) نفس المرجع (١٩).

1 / 71