فصنعت فاطمة طعاما، وقدمته له عند فطره، فوقف بالباب سائل، فاستطعمهم فقال على:
فاطِمُ ذاتِ المَجدِ وَاليَقين ... يا بِنتَ خَيرِ النَاسِ أَجمَعين
أَما تَرينَ البائِسِ المِسكين ... قَد قامَ بِالبابِ لَهُ حين
يَشكو إَلى اللَهِ وَيَستَكين ... يَشكو إِلَينا جائِعُ حَزين
كُلُ اِمرِىء بِكَسبِهِ رَهين ... وَفاعِلُ الخَيراتِ يَستَعين
مَوعِدُهُ جَنَّةٌ عَلِيين ... حرَمَها اللَهُ عَلى الضَنين
وَلِلبَخيلِ مَوقِفٌ مَهين ... تَهوى بُهِ النار إِلى سِجّين
فقالت فاطمة:
أَمرُكَ سَمعٌ يابنَ عَمِّ وَطاعَةٌ ... ما بيَ مِن لَومٍ وَلا وِضاعَة
عُذّيتُ بِاللُبِ وَبِالبَراعَة ... أُطعِمُهُ وَلا أُبالي الساعَة
أَرجوا إِذا أَنفَقتُ مِن مَجاعَة ... أَنَّ الحَق الأَخبار وَالجَماعَة
وأدخل الخلد ولى شفاعة فأعطى الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الماء فصنعت مثله، فوقف بالباب يتيم فاستطعم، فقال على ﵁:
يا فاطِمَة بِنتُ السَيّد الكَريم ... بِنتُ نَبِيِّ لَيسَ بِالزَنيم
قَد جاءَنا اللَهُ بِذا اليَتيمِ ... مِن يَرحَم اللَهَ فَهُوَ رَحيم
مَوعِدُهُ في جَنَّةِ النَعيم ... قَد حُرِّمَ الخُلدُ عَلى اللئيم
يُساقُ في النارِ إِلى الجَحيم ... شَرابُهُ الصَديدُ وَالحَميم
1 / 105