فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد مرت سنون حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بصبي، فاذهبي فاستخدميه. فقالت: والله أنا طحنت حتى مجلت يداي! فأتت النبي، فقال: ما جاء بك أي بنية؟! قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت! فقال: ما فعلت؟ قالت: استحيت أن أسأله، فأتياه جميعا، فقال علي يا رسول الله، من الله عليك بِسَبيٍ وسعة، فأخدمنا.
فقال: والله، لا أعطيكما وأدع أهل البيعة تطوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم. ولكني أبيعهم، وأنفق عليهم وأحفظ عليهم إيمانهم، فرجعا فأتاهما وقد دخلا إلى قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما.
قال: ألا أخبركما بخير ما سألتماني؟ قالا: بلى. قال: كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان الله عشرا، وتكبران عشرا.
وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين.
1 / 52