والظاهر أن الواقعة تعددت فخطباها فلم يجب، ولم يرد، فجاء علي فوعده وسكت، فلما يعلما بوعده، فأعاد الخطبة، فابتدأ وزوجها من على لسبق إجابته له.
وفي حديث عكرمة: أنه استأذنها قبل تزويجها منه، فقد روى ابن سعد عن عطا قال: خطب على فاطمة فقال لها رسول الله ﷺ: إن عليا يريد يتزوجك، فسكتت، فزوجها.
ففيه أنه يستحب استئذان البكر، وأن إذنها سكوتها، وعليه الشافعي.
وروى ابن أبي حاتم عن أنس وأحمد عنه بنحوه قال: جاء أبو بكر وعمر يخطبان فاطمة إلى المصطفى فسكت ولم يرجع إليهما شيئا، فانطلقا إلى علي يأمرانه يطلب ذلك. قال على. فنهاني لأمر فقمت أجرر ردائي حتى أتيته فقلت: تزوجني فاطمة؟ (قال: وعندك شيء؟ قلت: فرسى وبدني. قال: أما فرسك، فلا بد لك منه، وأما بدنك - أي درعك - فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين فجئته بها، فوضعها في حجرة، فقبض منها قبضة فقال: أي بلال، ابتع بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها. فجعل لها سريرا مشروطا، ووسادة من أدم حشوها ليف، وقال لي: إذا أتيت فلا تحدثن شيئا حتى آتيك فجئت مع أم أيمن فقعدت
1 / 46