فيهم المثل المعروف : « وانما امهات الناس اوعية ».
كما أنهم غالبا ما كانوا يقتلون بناتهم في اليوم الاول من ميلادهن خشية الفقر تارة ، ودفعا للعار والشنآن تارة اخرى.
وقد كان هذا القتل يتم إما بذبحهن أو إلقاءهن من شاهق ، أو إغراقهن في الماء أو الدفن وهن أحياء كما سبق.
وقد تعرض القرآن الكريم الذي يعد من وجهة نظر المستشرقين الكتاب والمصدر التاريخي العلمي الوحيد الذي لم تنله يد التحريف تعرض لذكر قصة من هذا النوع ضمن آيات من سورة النحل حيث قال : « واذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون ام يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون » (1).
هذا والمؤسف أكثر هو ما كان عليه وضع الزواج في الجاهلية ، حيث لم يكن يستند إلى أي قانون ، ولم يخضع لأي واحد من النظم المعقولة ، بل كان وضعا عديم النظير في ذلك الزمان ، فلم يكن لعدد الزوجات مثلا حد معلوم ، أو قاعدة ثابتة.
كما انه كلما أرادوا التخلص من مهر الزوجة عمدوا إلى ايذاءها بقسوة ، حتى تتخلى هي بنفسها عن حقها ، وكان اقترافها لأي عمل مناف للعفة هو الآخر سببا لسقوط حقها في المهر بالمرة.
ولطالما استغل بعض الاشخاص هذا القانون الجائر للتخلص من مهور زوجاتهم فاتهموهن بالخيانة الزوجية!!
ومن قبيح ما كانوا يفعلون ان يتزوج الرجل بزوجة أبيه بعد تطليقها ، أو وفاته وربما تناوب الأبناء على امرأة أبيهم واحدا بعد واحد ، فقد كان الرجل من العرب الجاهلية إذا مات عن المرأة أو طلقها قام أكبر بنيه ، فان كان يحب أن يتزوجها طرح ثوبه عليها ، وإن لم يكن يريد التزوج بها تزوج بها بعض اخوته بمهر
Страница 61