Сайид Мурсалин

Джафар Субхани d. 1450 AH
55

حقا انه لأمر يكشف عن مدى القسوة التي كان عليها قلوب الجماعة.

إنها قسوة تغشى كل عواطف المرء فلا يعود يسمع معها نداء الضمير ، ولا يحس معها بوخز الوجدان ، انه لا يعود يسمع معها حتى صراخ بنته الجميلة البريئة ، واستغاثاتها المؤلمة وهي ترى بام عينيها حفيرتها ، وتحس بيدي والدها القاسي ، وهو يدفعها إلى تلك الحفرة ويدفنها حية!

إنها قسوة تكشف عن أسوأ وأحط درجات الانحطاط الخلقي ، والتقهقر الإنساني.

وبنو تميم هي أول قبيلة اقدمت على هذه الجريمة النكراء ، وكان السبب أن « بني تميم » أمتنعوا من دفع ضريبة الاتاوة التي كانت عليهم إلى الملك ، فجرد اليهم النعمان بن المنذر حاكم العراق آنذاك جيشا كبيرا لضرب هذا التمرد ، وانتصر على « بني تميم » في المآل وغنم منهم الغنائم وسبى منهم الفتيات والنساء ، فوفدت وفود « بني تميم » على النعمان بن المنذر وكلموه في الذراري والنساء ، فحكم النعمان بان يجعل الخيار في ذلك إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها ردت عليه ، فاختلفن في الخيار ، فاختار بعضهن العودة إلى الاهل والاباء ، واختارت بنت لقيس بن عاصم سابيها على زوجها مما أثار هذا الموقف والاختيار غيظ والدها العجوز « قيس بن عاصم » فنذر من ذلك الحين أن يدس كل بنت تولد له. وهكذا سن لقومه الوأد ، واخذت بقية القبائل بهذه العادة البغيضة الوحشية إرضاء لغيرتهم وظلوا يمارسونها اعواما متمادية (1).

واليك واحدة من القصص المأساوية في هذا المجال :

قيل لماوفد « قيس بن عاصم » على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سأله بعض الانصار عما يتحدث به في الموؤدات ، فاخبر انه ما ولدت له بنت إلا وأدها ، قال : كنت اخاف العار وما رحمت منهن إلا بنية كانت ولدتها امها وأنا في سفر ، فدفعتها إلى أخواتها ، وقدمت أنا من سفري فسألتها عن الحمل ، فاخبرت أنها

Страница 59