تعرضت لذكر عادات العرب وأخلاقهم ، وأفعالهم وتقاليدهم ، بصورة مفصلة ، وها نحن نشير هنا إلى تلكم العادات والاخلاق الفاسدة على ضوء تلك الآيات على نحو الاختصار تاركين التوسع في ذلك إلى مجال آخر.
لقد اتصف المجتمع العربي الجاهلي قبل الإسلام وشاعت فيه أخلاق وعادات من أبرزها ما يلي :
1 الشرك في العبادة :
صحيح أن العرب في الجاهلية كانت كما يكشف القرآن ذلك لنا موحدة في جملة من الامور والمجالات كالخالقية والتدبير والذات (1) إلا أنهم كانوا في الأكثر مشركين في العبادة ، بل قد ذهبوا في هذا السبيل الباطل إلى أحط المستويات في إتخاذ المعبودات والوثنية.
وإلى ذلك يشير قوله تعالى : « وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون » (2).
وقوله تعالى : « أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى » (3).
وغير ذلك من الآيات التي تشير إلى ما كان يعبده الجاهليون من أوثان وأصنام ومبلغ ما وصلوا إليه من انحطاط ، واسفاف وانحراف في هذا المجال.
2 إنكار المعاد :
كان المشركون والجاهليون يرفضون الاعتراف بالمعاد الذي يعني عودة الإنسان إلى الحياة في عالم آخر للحساب والجزاء ، ويصفون من يخبر عن ذلك
Страница 43