309

لتحقيق التكامل فيها.

ان جذور كل نبتة تعمل اكبر قدر ممكن لامتصاص العناصر الغذائية ، وتلبية احتياجات النبتة ، وتوصل العروق والقنوات المختلفة ، عصارة ما تأخذه من الارض إلى جميع الاغصان والاوراق.

إننا لو درسنا جهاز ( وردة ) لرأيناه اكثر مدعاة للاعجاب وأشد اثارة للتعجب من تركيب بقية النباتات.

فللكأس وظيفة توفير الغطاء اللازم للاوراق الناعمة اللطيفة في الوردة.

وهكذا الحال بالنسبة إلى بقية الأجهزة في ( الوردة ) مما انيط إليها مسؤولية الحفاظ على كائن حي ، وضمان رشده ونموه ، فإنها جميعا تقوم بوظائفها المخلوقة لها بأحسن شكل ، وأفضل صورة.

ولو أننا خطونا خطوات اكثر وتقدمنا بعض الشيء لدراسة الأجهزة العجيبة في عالم الأحياء ، لرأينا أنها جميعا وبدون استثناء مزودة بما يضمن بلوغها إلى مرحلة الكمال المطلوب لها.

وإذا أردنا أن نصب هذا الموضوع في قالب علمي لوجب أن نقول : ان الهداية التكوينية ، التي هي النعمة المتجلية في عالم الطبيعة ، تشمل كل موجودات هذا العالم من نبات ، وحيوان وانسان.

ويبين القرآن الكريم هذه الهداية التكوينية الشاملة بقوله : « ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى » (1).

فانه يصرح بأن كل شيء في هذا الكون من الذرة إلى المجرة ينعم بهذا الفيض العام ، وان الله تعالى بعد أن قدر كل موجود وكائن ، بين له طريق تكامله ، ورقيه ، وهيأ لكل كائن من تلك الكائنات ما يحتاج إليه في تربيته ونموه ، وهذه هي ( الهداية التكوينية العامة ) السائدة على كل ارجاء الخليقة دونما استثناء.

Страница 314