Сайид Мурсалин

Джафар Субхани d. 1450 AH
183

تلك الاصنام ، وتحميهم وتدافع عنهم!!

ولأجل هذا تمادوا في لهوهم ، ولعبهم ، وتوسعوا في ممارسة اللذة والترف حتى أنهم أظهروا ولعا شديدا بالخمر ، فكانوا يحتسونها في كل مناسبة ، وربما مدوا موائد الخمر في فناء الكعبة ، واقاموا مجالس سمرهم وأنسهم إلى جانب أصنامهم الخشبية ، والحجرية ، التي كان لكل قبيلة من العرب بينها صنم أو اكثر ، ويقضون فيها اسعد لحظات حياتهم حسب تصورهم ، وهم يتناقلون فيها كل ما سمعوه من أخبار وقصص حول « مناذرة » الحيرة و « غساسنة » الشام وقبائل اليمن ، وهم يتصورون أن هذه الحياة الحلولة اللذيذة هي من بركة تلك الاصنام والاوثان ، فهي التي جعلت عامة العرب تخضع لقريش ، وجعلت قريشا افضل من جميع العرب!!

أوهام قريش تتفاقم!!

إن أخطر ما يمر به إنسان في حياته هو أن يصفو عيشه من المشاكل ، ردحا من الزمن ويحس لنفسه بنوع من الحصانة الوهمية ، فعندها تجده يخص الحياة بنفسه ويستأثر بكل شيء في الوجود ولا يرى لغيره من ابناء نوعه وجنسه من البشر اي حق في الحياة ، ولا اي شأن وقيمة تذكر ، وذلك هو ما يصطلح عليه بالاستكبار والاستعلاء ، والاحساس بالتفوق ، والغطرسة.

وهذا هو بعينه ما حصل لقريش بعد اندحار جيش « ابرهة » وهلاكه ، وهلاك جنده بذلك الشكل العجيب الرهيب.

فقد عزمت قريش منذ ذلك اليوم وبهدف إثبات تفوقها وعظمتها للآخرين ، على أن تلغي أي احترام لأهل الحل لانهم كانوا يقولون : ان جميع العرب محتاجون إلى معبدنا ، وقد رأى العرب عامة كيف اعتنى بنا آلهة الكعبة ، خاصة ، وكيف حمتنا من الاعداء!!

ومن هنا بدأت قريش تضيق على كل من يدخل مكة من أهل الحل للعمرة أو الحج ، وتتعامل معهم بخشونة بالغة ، وديكتاتورية شديدة ففرضت على

Страница 187