Муханнад Сайф
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Жанры
إلى دمشق ، وقبل دخوله هرب منه جماعة ، منهم تمراز الناصرى وإينال الجلالى ، وسودون بقجه ، وفرايشبك ، وسودون الحمصى وغيرهم . وأما مولانا السلطان المؤيد فإنه ذهب إلى قلعة صلخد بمن معه وتحصن فيها ، وأتاه الناصر - فإنه قد خرج وراءهم - وأقام على صلحذ مدة ، ولم يفز بشىء ، ثم عاد إلى ذمشق بعد الاتفاق على أن يروح مولانا المؤيد إلى طرابلس ، ثم خرج الناصر من دمشق بعد أن قرر بكتمر شلق نائبا عليها .
ولما وصل الناصر إلى بلبيس مسشك جمال الدين الاستادار ، وآخر الأمر أخذ ماله وقتله ، وأما مولانا السلطان المؤيد فإنه كسر بكتمر شلق نائب الشام على خان ذى النون، ودخل الشام على عادته ، وأما بكتمر فإنه هرب بمن معه وجاء إلى القاهرة ثم فى ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثمانمائة خرج الناصر إلى جهة الشام ، وكان مولانا السلطان إذ ذاك على حماة يخاصر نوروز من مدة شبهر ، وكان قد أشرف على أخذه ، فلما سمع نوروز بمجىء الناصر أطاع لمولانا الملك
المؤيد وأدعن له بالانقياد ، ثم مشى في خدمته إلى حلب ومعه جماعة من الأمراء ، منهم تمراز الناصرى وتمربغا المشطوب الذي كان نائب حلب بعد جكم ، وإينال المنقار ، ويشبك ابن أزدمر ، وسودون بقجة ، ولما وصلوا إلى حلب هرب نائبها دمرداش ، ثم لما سمعوا بتوجه الناصر إلى حلب خرجوا منها إلى عين تاب، ثم إلى مرعش، ثم إلى صوب قيسارية الروم وأما الناصر فإنه مشى وراءهم إلى أن وصل إلى أبلستين ، وأقام فيها ما يقارب خمسين يوما ، ثم عاد ولم يظفر بشىء ، وعاد مولانا المؤيد وراءه ، فلما وصل الناصر إلى حلب ولى قرقماس نائبا عليها عوضا عن دمرداش ولقد بلغنى من الثقات أن الملك المؤيد سبق الناصر فى عوده ، وأخذ ناحية البرية حتى أبى بمن معه إلى غزة ، ثم وصلوا إلى القاهرة فى يوم الأحد ثامن رمضان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، واحتاطوا عليها حتى وصلوا إلى سويقة منعم .
ثم نزل المؤيد ومعه نوروز في بيته الذي في الرميلة ،
وتحاربوا مع أهل القلعة ذلك اليوم إلى أن ملكوا مدرسة [ السلطان ] حسن في أخر ذلك اليوم ، ثم أخذوا مدرسة الأشرف ليلة الثلائاء عاشر رمضان . فلما رأى أمير أرغون ذلك - وكان نائب الغيبة مقيما بباب السلسلة - هرب وطلع إلى القلعة عند الأمراء هناك وهم :كتبغا الجمالى نائب القلعة ، والأمير شرباش الكباشى ، والأمير كافور الزمام ، ولما رأى هؤلاء أن مولانا المؤيد ملك باب السلسلة والمدرستين ضعفت قلوبهم ، ومالوا إلى الصلح والتسليم ، فبيما هم فى المراسلة إذ أبى الخبز إلى من فى القلعة بأن الناصر قد وصل بعساكره ، فعند ذلك تأخروا عن التسليم ، وشرعوا في
رمى السهام ، وأقاموا الحرب ، فبينما هم فى ذلك فإذا بأول عسكر الناصر قد وصل ، فلما تحقق ذلك المؤيد نزل هو وتوروز إلى الرميلة ليفرقا عسكرهما في المدينة ، لا للخوف و [ إنما ] لا عتقادهما أن الناصر فى العسكر - ولم يكن فيهم إلا بكتمر شلق . وطوعان الحسني ، ويشبك الموساوى ، وألطنبغا العثمان ، وأسنبغا الزردكاس . وغيرهم - ثم إن مولانا المؤيد ومن معه توجهوا إلى باب القرافة وخرجوا منها ، ولسان القدر يقول مخبرا عن المسطور ، يا أبا النصر اذهب وأنت مسرور ، فلا يد من عودك سلطانا وأنت مجبور وإنما أخرت هذا الوقت لأمر مقدور ، وكل من عاداك يصير ما بين مقتول ومأسور ولقد جرت حكمة الله تعالى إذا أراد أن يكرم أحدا من عبيده يحمله مشاق كثيرة ، ويتعب قلبه وقالبه ، ويوقعه في مكاره ، ويورده في شدائد ، وكأان الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون هذا لتدريبه وتمرينه ، وأيضا فإن النعمة إذا جاءت من غير شدة لا يعرف صاحبها قدرها ولا يقوم بشكرها ، فتنقلب النعمة عليه وبالا ، وإذا جاءت بشدة وتعب عرف قدرها وقام بشكرها فيزداد بباء وجمالا ، ألا ترى أن الله
سبحانه وتعالى لما أراد أن يوحى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - أنزل عليه جبريل بالقرأن فقال له : اقرا ، فقال : ما أنا بقارىء قال : فأخذى وغطبى ثلات مرات ، وروى فسابني ويروى وقد عطنى ، والكل بمعى واحد وهو الخنق والغمر ، وكل هذا كان للتمرين والتدريب . وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام رعى لشعيب أغنامه عشر سنين ، ثم تزوج بصفراء ، وعاد ما إلى أرض مصر . ولما كان فى أثناء الطريق أخذها الطلق فى ليلة شاتية باردة مظلمة ممطرة ، وكانت معه غيم شردت وحمارة األقت ما عليها ، وكلما ضرب الزند على الزند لم تور نارا ، وهو تائه في وسط المفازة ، فتخير موسى - عليه السلام - فالتفت يمينا وشمالا كالمستغيك ، فنظر فإذا بنور يلوح من بعد فقصده ، فلما قرب منها نودى من شطى الواد الأيمن في البقعة المبركة من الشجرو أنا يا موسى إنى أنا الله رب العلمين ، وكل هذا كان من الله تعالى ابتلاء وإختبارا وامتحانا وتمرينا .
ثم إن مولانا المؤيد لما انفصل من باب القرافة وتوجه نحو مدينة كرك على طريق البرية ، وأخذ نور وز طريقا أخر ، وقاسوا
فى الطريق شدائد من قلة الظهر والزاد والعليق . فلما وصلوا إلى كرك ما سلم أهلها المدينة إلا لمولانا المؤيد ومن أغرب ما اتفق أن مولانا المؤيد دخل الحمام يوما ، واتفق حاجب كرك مع جماعة من المفسدين من أهل المدينة وهجموا على الحمام ، فنصر الله تعالى مولانا المؤيد لأمر قد خبىء له فى الغيب ، ولكن بعذ أن جرج بالسهام جرحا شديدا ، ولقد أخبرفى مولانا المؤيد - ثبت الله قواعد دولته - فقال لى .
لما جرحيت أقمت ثلائة أيام لا أعرف نفسى ، ولا أعرف الداخل عندى من الخارج ، والدم يسيل حتى أيشوا منى ، وبكت حاشيتى على ، ولكن لسان القدر يقول ، كفوا عن الخوب والبكاء ، ولا تبالوا مما أصابه من ذلك، فإن هذا يصير ملكا له شان ، ويقهر كل من يعاديه ببرهان ، وإنما مثله كمثل أستاذه الظاهر [ برقوق ] حيث أرسل إليه تمربغا الأفضلي من يقتله وهو محبوس فى قلعة الكرك ، فخيث الله آماله ورد عليه أعماله ، وجعل كتابه الذى سبب لهلاكه سببا لخلاصه . وأعاده إلى سلطنته على رغم أعدائه وأما الناصر فإنه لما بلغه هذه الأمور ، وأن مولانا المؤيد توجه إلى الكرك - وهو مقيم بدمشق - توجه إلى كرك ، ونزل
Неизвестная страница