============================================================
و10 كتاب الصيدنة فى الطب و والتكفين حنوطا (3). وجميع مايتناول بقصد او بجهل فمنقسم فى اول الامر الى اطعمة و سموم تتوسطهما الادوية: فالاغذية متكيفة من القوى الفاعلة والمنفعلة باؤلى و درجاتها الاربع فقوى البدن المعتدل على احالتها الى نفسها بالهضم التام و والاستمراء المبدل ما انحل منه بها ولهذا صارالبدن مؤثرافيها اولا ثم متاثرا منها بالصلاح؛ واما السموم فانها تكيفت من تلك القوى بأقصى درجاتها وهى الرابعة فعرمت واستولت على البدن و احالته احالة ممرضة اومميته بحسب وضعها من يه عرض الدرجة ولهذا صارت مؤثرة فى الابدان ومتأثرة لامحالة منها اخيرا ان كان 1151 قدبقى فى الابدان حياة أوقوة تقاومها بها ولم يسابقها اليها فعلها بتلف وجتى اوه ضعف ردى وبى؛ والادوية واقعة فى البين لانها بالاضافة الى الاغذية مفسدة والى السموم مصلحة لا يظهر فعلها الا تدبير الطبيب الحاذق المشفق لها ولهذا توسط بينها وبين الاغذية ماسموه غذاء دوائيا وبينها وبين السموم ماسموه دواء سميا واعتمدها الاطباء بعد اصلاح قواها والاحتيال لدفع غوائلها حتى تم الانتفاع بها: وكان ميلهم و فى العلاجات الى الاغذية الدوائية اكثر منهم الى السمية الا عندالاضطرار؛ واوصوا بالاقتصار فى العلاج على الاغذية والتنوق فى تركيبها وترتيبها، فان لم يقنع ذلك دون الادوية فالميل الى بسائطها المفردة ثم من المركبة الى ماهواقل اخلاطا واسلم اجناسا. وهاهنا اعجوبة بين اطبائنا وهى ان منهم من صرف همته الى فن واحد فتخرج فيه و سمى كحالا او جرائحيا او تجبرا اوفصادا، و كذلك يذكر فى كتب الهند ان فى طبقات اطبائهم طبقة يعرفون بالمداوين للسموم وحتى ان دلائلهم ومصارف احوالهم يذكر فى كتب احكامهم النجومية كمايذكر احوال الدهاقين والجنديين ول والتجارو سائر الطوائف، والى الآن لم يتفق لى الاطلاع على حقيقة احوالهم وكيفية طرق صناعتهم و ماسمعت مما يشبهها شيئا سوى ان احد اعيان كرديز(2) حكى ان اباه منى بعلة البواسير واشتد به الامر فاجتمع على علاجه من كان بهذه النواحى من الاطباء ولم ينجح فيه شىء من تدابيره فحضر هندى وادعى الاهتداء لابرائه
Страница 70