Охота за размышлениями
صيد الخاطر
Издатель
دار القلم
Номер издания
الأولى
Место издания
دمشق
والآخرة، وكأنه قيل له: ابْقَ بما آثرت! فيبقى أبدًا في التخبيط. فانظروا إخواني إلى المعاصي أثرت وعثرت.
قال أبو الدرداء ﵁: إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر، فتلمحوا ما سطرته، واعرفوا ما ذكرته، ولا تهملوا خلواتكم، ولا سرائركم، فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص.
١١٦- فصل: من عرف جريان الأقدار ثبت لها
٥٥٨- من عرف جريان الأقدار، ثبت لها١، وأجهل الناس بعد هذا من قاواها؛ لأن مراد المقدر الذل له، فإذا قاويت القدر، فنلت مرادك من ذلك؛ لم يبق لك ذل.
مثال هذا: أن يجوع الفقير، فيصبر قدر الطاقة، فإذا عجز، خرج إلى سؤال الخلق، مستحيًا من الله كيف يسألهم، وإن كان له عذر بالحاجة التي ألجأته، غير أنه يرى أنه مغلوب الصبر، فيبقى معتذرًا مستحيًا، وذاك المراد منه.
أو ليس بخروج النبي ﷺ من مكة فلا يقدر على العود إليها، حتى يدخل في خفارة٢ المطعم بن عدي وهو كافر [عبرة في ذلك] ٣؟!
فسبحان من ناط٤ الأمور بالأسباب، ليحصل ذل العارف بالحاجة إلى التسبب.
١ صبر على مكروهها.
٢ خفارة: جوار وحماية.
٣ زيادة يقضيها السياق.
٤ ناط: علّق.
١١٧- فصل: الابتلاء لمعرفة الصبر وإظهار الفضل
٥٥٩- سبحان المتصرف في خلقه بالاغتراب والإذلال ليبلو صبرهم، ويظهر جواهرهم في الابتلاء! هذا آدم ﵇ تسجد له الملائكة، ثم بعد قليل يخرج من الجنة، وهذا نوح ﵇ يضرب حتى يغشى عليه، ثم بعد قليل ينجو في السفينة،
1 / 186