Голос глубин: чтения и исследования в философии и психологии
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Жанры
مثل هذا المجتمع هو الذي يدعوه بوبر «الديمقراطية»، وإن كان كعادته لا تستعبده «الألفاظ» ولا يحب الجدل اللفظي. إنه يعني بالديمقراطية التمسك ب «النظم» (المؤسسات)
institutions
الحرة القادرة على نقد الحكام وتغييرهم دون إراقة دماء. وهو غير مسئول عما لحق بتعبير «المؤسسات الحرة» من سوء سمعة من جراء الصراع الدعاوي الأمريكي أثناء الحرب الباردة.
مفارقة الديمقراطية
:
لم تكن الديمقراطية التي تصورها بوبر مجرد حكومة تنتخبها الأغلبية من المحكومين؛ إذ إن هذه النظرة القاصرة من شأنها أن تفضي إلى ما يسمى «مفارقة الديمقراطية»: هب الديمقراطية هي مجرد تصويت الأغلبية، فماذا لو صوتت الأغلبية لصالح حزب، كالحزب النازي أو الشيوعي أو ما شئت، لا يؤمن بالنظم الحرة وجدير إذا قبض على زمام الأمور أن يطيح بها؟ إننا هنا أمام معضلة حقيقية؛ فإذا منعنا مثل هذا الحزب من نيل السلطة نكون قد نبذنا الديمقراطية، وإذا تركناه فإنه سيتكفل بالقضاء على الديمقراطية. وفي الحالتين تكون الديمقراطية، إذا ما اقتصرت على تصويت الأغلبية، قد حملت في داخلها جرثومة فنائها؛ تكون مفهوما انتحاريا.
غير أن الخط السياسي الذي اتخذه تفكير بوبر لا يلتقي بهذه المفارقة ولا يتورط فيها؛ ذلك أن من يلتزم بالتمسك بالمؤسسات الحرة فإن عليه، دون وقوع في التناقض الذاتي، أن يدافع عنها ضد أي خطر يأتيها من أي جهة، سواء من جهة أقليات أو من جهة أغلبيات. وإذا كانت هناك محاولة للإطاحة بالنظم الحرة بالقوة المسلحة فإن بوسعه ، دون تناقض ذاتي، أن يدافع عنها بالقوة المسلحة. فالحق أن هناك مبررا أخلاقيا لاستخدام القوة ضد نظام قائم يفرض بقاءه بالقوة ما دام هدف المرء هو تأسيس نظم حرة، وما دامت لديه فرصة حقيقية للنجاح؛ لأن غايته عندئذ هي أن يستبدل بحكم القوة حكم العقل والتسامح.
15
مفارقة التسامح
:
Неизвестная страница