كما يصوت الفخار؛ يكون له صلصة؛ فذلك حين يقول ١: من صلصال كالفخار؛ ويقول لأمر ما خلقت؛ ودخل من فيه وخرج من دبره؛ فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا فإن ركبكم صمد؛ وهذا جوف لئن سلطت عليه لأهلكنه؛ فلما بلغ الحين الذي يريد الله جل ثناؤه أن ينفخ فيه الروح؛ قال للملائكة ٢: إذا نفخت فيه من روحي فاس جدوا له؛ ولما نفخ فيه الروح دخل الروح في رأسه فعطش؛ فقالت الملائكة: قل الحمد لله. فقال: الحمد لله فقال: يرحمك ربك؛ فلما دخل في عينيه نظر إلى ثمار الجنة؛ فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام قبل أن تبلغ الروح رجليه فنهض عجلان إلى ثمار الجنة فذلك ٣ حين يقول: خلق الإنسان من عجل وذكر باقي الحديث.
وقال ٤ يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا ابن زيد قال: لما خلق الله ٥ النار ذعرت منها الملائكة ذعرا شديدا. وقالوا: ربنا لما خلقت هذا النار ولأي شيء خلقتها؟ قال: لمن عصاني من خلقي.
_________
١ في الأصل "فلذلك" وما أثبته من الروح للإمام ابن القيم.
٢ سقطت "الملائكة" من الأصل؛ وما أثبته من الروح.
٣ في الأصل "فلذلك" وما أثبته من الروح.
٤ في الأصل "وذكر" وما أثبته من الروح لابن القيم.
٥ سقطت لفظه "الله" من الأصل "الروح لابن القيم".
1 / 62