المعلوم بالضرورة أن خلق آدم من صلصال كالفخار، وقد فضله الله على الملائكة وهم مخلوقون من نور، ورسول الله ﷺ سيد ولد آدم، وآدم ﵇ فمن دونه تحت لوائه يوم القيامة، وقد ذكر ﷺ في الحديث السابق أن الملائكة خلقت من نور، ولم يقل: خلقت من نور محمد فدل على أن هذا كذب عليه، وقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾ [الحجر: آية٢٦، ٢٧] وثبت بالإسناد الذي على شرط الصحيح عن عبد الله بن عمرو أنه قال: قالت الملائكة: يا ربنا قد جعلت لبني آدم الدنيا يأكلون ويشربون، فاجعل لنا الآخرة كما جعلت لهم الدنيا، فقال: لا أفعل. ثم أعادوا عليه، فقال: لا أفعل. ثم أعادوا عليه، فقال: وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان ١. فإذا ثبت أن الملائكة مخلوقون من نور وأن خلق آدم وذريته من
_________
= الشرق أو الغرب غالبا. اهـ " ١/١٥٠ط جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية".
١ أخرجه الطبراني - مرفوعا، كما في تفسير ابن كثير٣/٥٦ ط النهضة - حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن خارجة المصيصي، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا محمد بن مطرف أبو غسان، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: إن الملائكة قالت: يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا.. الحديث.
قال الهيثمي في المجمع١/٨٢ بعد أن نسب الحديث للطبراني في =
1 / 41