وكذلك قوله: "وغيره ما كان نبيا إلى حين بعث" فإنه مخالف لقوله ﷺ " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " ولقوله في حديث أبي بن كعب المتقدم " ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوية " إلى آخره.
وهؤلاء الغلاة يظنون أنهم بهذه الترهات معظمين الرسول؛ وهم بهذه الأمور ضارعوا النصارى في الغلو والإطراء؛ ويزعمون أنهم بهذا الغلو قد بالغوا في تعظيمه ﷺ وتوقيره وتبجيله وتعزيره؛ وحاشا وكلا بل هو مما يكرهه ﷺ ويسخطه وينهي عنه كما قال ﷺ " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " أخرجاه في الصحيحين "١؛ وقوله ﷺ لما قيل له يا سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال: " يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عزوجل" ٢.
_________
= الله تعالى في المصدر السابق: ثبت عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا ... الحديث.
١ كذا قال الشيخ رحمه الله تعالى- تبعا للتبريزي في المشكاة ٣/١٣٧٢. والحديث عزاه السيوطي قي " الزيادة على الجامع الصغير ٣/٣٢٩" للبخاري فقط. انظر فتح الباري ٦/٤٧٨. وقد نبه الشيخ الفاضل عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله في تعليقه على فتح المجيد ص ٢٤٨ على أن عزوه لمسلم من الخطأ.
٢ أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٣/١٥٣- ٢٤١. قال شيخ الإسلام =
1 / 29