النبي صلى الله عليه وسلم أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عند الله ودلائل ما ذكرنا لا تحصى وقال صلى الله عليه وسلم لا يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة رواه البخاري وجعل اقتفاء أثر هذه الأمة واجبا على كل أحد بقوله تعالى ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا وجعل إجماعهم حجة قاطعة لا يجوز لأحد الخروج عنه ودلائل ما ذكرنا معلومة عند كل من له نوع ممارسة في العلم (اعلم) أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أن الجاهل لا يستبد برأيه بل يجب عليه أن يسأل أهل العلم كما قال تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال صلى الله عليه وسلم هل لا إذا لم يعلموا سألوا فإنما دواء العي السؤال وهذا إجماع قال في غاية السؤال قال الإمام أبو بكر الهروي أجمعت العلماء قاطبة على أنه لا يجوز لأحد أن يكون إماما في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعا هذه الخصال (وهي) أن يكون حافظا للغات العرب واختلافها ومعاني أشعارها وأصنافها واختلاف العلماء والفقهاء ويكون عالما فقيها وحافظا للأعراب وأنواعه والاختلاف عالما بكتاب الله حافظا له ولاختلاف قراءته واختلاف القراء فيها عالما بتفسيره ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وقصصه عالما بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مميزا بين صحيحها وسقيمها ومتصلها ومنقطعها ومراسيلها ومسانيدها ومشاهيرها وأحاديث الصحابة موقوفها ومسندها ثم يكون ورعا دينا صائنا لنفسه صدوقا ثقة يبني مذهبه ودينه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا جمع هذه الخصال فحينئذ يجوز أن يكون إماما وجاز أن يقلد ويجتهد في دينه وفتاويه وإذا لم يكن جامعا لهذه الخصال أو أخل بواحدة منها كان ناقصا ولم يجز أن يكون إماما وأن يقلده الناس قال (قلت) وإذا ثبت أن هذه شرائط لصحة الاجتهاد والإمامة فقد كل من لم يكن كذلك أن يقتدي بمن هو بهذه الخصال المذكورة (وقال) الناس في الدين على قسمين مقلد ومجتهد والمجتهدون مختصون بالعلم وعلم الدين يتعلق بالكتاب والسنة واللسان العربي الذي وردا به فمن كان فيما يعلم الكتاب والسنة وحكم ألفاظهما ومعرفة الثابت من أحكامهما والمنتقل من الثبوت بنسخ أو غيره والمتقدم والمؤخر صح اجتهاده وأن يقلده من لم يبلغ درجته وفرض من ليس بمجتهد أن يسأل ويقلد وهذا لا اختلاف فيه انتهى انظر قوله وهذا لا خلاف
Страница 3