فمضيت إليها وكانت جالسة على المقعد الطويل وجلست لصقها، وقلت مستسلما للشعور الطارئ نفسه: هاتي ما عندك. - أمي.
وانفجر الاسم في أذني كالقنبلة، إنه لفظ واحد ولكنه يتضمن كتابا، وإني على رغم غبائي أفهم ما يعنيه. ولعل الأم تواجهها بهذا السؤال الطبيعي المعروف، فتسمع ردا على سؤالها جوابا واحدا لا يتغير «كلا بعد!»
ولما طال السكوت قالت حبيبتي برقة: إنها لا تفتأ تسألني، ولا أدري ماذا أنفد صبرها؟!
وقتلني الخجل، وتميزت غيظا، ثم قلت بهدوء: هذه شئوننا الخاصة، أليس كذلك؟
فقالت كمن تعتذر: طبعا .. إن هي إلا تريد أن تطمئن علينا .. هذا كل ما هنالك.
فسألتها محزونا مغتما: وماذا قلت لها؟
فقالت باهتمام وعجلة: لم أقل «شيئا» مطلقا .. فقط صارحتها بأن لا داعي للعجلة. - وماذا قالت؟!
فتفكرت مليا كأنما لتزن كلماتها، ثم قالت: قالت لي إن للموقف رهبته، وخاصة بالنسبة لشاب طاهر خجول، وإنه إذا دعا الحال فلدينا صباح الجارية.
فاتسعت عيناي دهشة وقلت بذهول: صباح!
فأومأت برأسها بالإيجاب في ارتباك، فتساءلت بدهشة: وماذا تستطيع صباح؟
Неизвестная страница